أنت هنا
في الحلقة الأخيرة من كتاب عشت في زمن عرفات أحمد عبدالرحمن يتساءل : هل أضاع أبو عمار فرصة السلام؟
تواصل دنيا الوطن نشر كتاب أحمد عبد الرحمن أمين عام مجلس الوزراء في عهد الشهيد ياسر عرفات الذي أصدره بعنوان :"عشت في زمن عرفات" ..
في الفصل الأخير يتناول أحمد عبد الرحمن تفاصيل ما بعد فشل كامب ديفيد , وحقيقة ضياع فرصة السلام النهائي من يد ياسر عرفات ..
في النهاية .. توجّه في دنيا الوطن الشكر الجزيل للسيد أحمد عبدالرحمن الذي خصّ دنيا الوطن بكتابه الذي عاش معه القاريء ذكريات من الزمن الجميل خطتها ذاكرة أحمد عبد الرحمن ..
الفصل الثامن والعشرون:
هل أضاع أبو عمار فرصة السلام؟
يوم وقف أبو عمار على منصة عصبة الأمم في جنيف في 13 كانون أول 1988 ليعلن أمام العالم اعترافه بحق إسرائيل في الوجود، ويدين العنف والإرهاب، ويقرر اعتماد الوسائل السلمية والمفاوضات لإيجاد حل للصراع مع إسرائيل على أساس قرارات الشرعية الدولية وخاصة قراري مجلس الأمن 242 و 338، في تلك اللحظة التاريخية، وضع أبو عمار الأسرة الدولية أمام مسؤولياتها للاعتراف بدولة فلسطين، التي نص على قيامها قرار التقسيم (181) الصادر في 29 تشرين الثاني 1947، والذي قسم فلسطين إلى دولتين يهودية وعربية. وفي ذلك الوقت حظيت إسرائيل بالاعتراف الدولي، وأما فلسطين فقد سقطت من التاريخ ومن الجغرافيا في رمال الشرق الأوسط. وحتى لا تبدو مطالبة مستحيلة التحقيق أعلن أبو عمار أنه يريد قيام دولة فلسطينية في حدود عام 67 وليس حدود عام 47. والمطلوب لإقامة هذه الدولة الصغيرة، وعلى مساحة لا تتعدى 22% من فلسطين التاريخية - وليس 44% كما نص قرار التقسيم- أن تنفذ إسرائيل قرارات مجلس الأمن الدولي بالانسحاب من الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة في عام 1967 وحل قضية اللاجئين وفق القرار 194 الخاص بحق العودة. وكان أبو عمار قد أعلن بنفسه وقبل شهر واحد في 15تشرين الثاني 1988 قيام دولة فلسطين أمام المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر. وفي الحقيقة، أن ما أعلنه أبو عمار في جنيف هو النص الحرفي للشروط الأميركية من أجل بدء الحوار بين المنظمة وأميركا. وهذه الشروط تتعلق بإسرائيل فقط ولا علاقة لها بأميركا. وكان هنري كيسنجر قد وضع هذه الشروط التي التزمت بها الإدارات الأميركية المتعاقبة من إدارة ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد وجيمي كارتر وحتى إدارة رونالد ريغن. وقد فرضت هزيمة حزيران، وقرارات قمة الخرطوم بموافقة عبد الناصر لإزالة آثار العدوان واستعادة الأراضي العربية والفلسطينية المحتلة عام 1967، على أبو عمار، الذي يقود الثورة والمنظمة، أن يقوم بمراجعة للبرنامج السياسي للمنظمة الذي نص عليه ميثاقها الوطني، بعد أن أجبرت هزيمة حزيران النظام العربي على التخلي عن شعار تحرير فلسطين إلى شعار إزالة أثار العدوان واستعادة الأراضي المحتلة عام 1967.