أنت هنا
كتابنا مشروع عربي تطوعي لتحويل الكتب إلى أفلام
ضمن فعاليات ملتقى الكتاب في معرض الشارقة الدولي للكتاب، أقيمت مساء يوم الأحد الماضي ندوة تعريفية حول مشروع كتابنا، أول مشروع عربي تطوعي يهدف إلى تقديم ملخصات لأهم الكتب التراثية على شكل أفلام وثائقية، ومواد سمعية، ونصوص مكتوبة.
وقال د. أحمد عبد الحميد، المدير العام للمشروع خلال مشاركته في الندوة، أن كتابنا يعمل على تحويل الكتب التراثية إلى أفلام وثائقية مخرجة بجودة عالية، أو مواد سمعية أو حتى نصوص مكتوبة تلّخص الكتاب الواحد في حدود صفحتين إلى أربع صفحات، من أجل توصيل الأفكار الأساسية في الكتب إلى الناس بطريقة تناسب إيقاع العصر، ويمكن أن تكون دافعاً لاقتناء الكتاب فيما بعد.
وأشار عبد الحميد إلى أن المشروع أطلق في القاهرة قبل ثلاث سنوات، بهدف إثراء المحتوى العربي الفكري، المرئي والمسموع، بمواد من المكتبة العربية في الأساس، إلى جانب ترجمة هذه الأفلام والمواد السمعية والمكتوبة إلى لغات مختلفة لتحقيق التواصل الحضاري مع مختلف الثقافات. مضيفاً أن الفكرة بدأت من واقع عمل معظم أعضاء الفريق المؤسس في مجال تسجيل الأفلام الوثائقية، وهو ما دفعنا لتوظيف هذا المجال في تحويل الكتاب إلى فيلم قصير يشرح باختصار أهم الأفكار التي يعرضها بلغة سهلة وصور توضيحية.
ويقوم على مشروع كتابنا فريق يتكوّن من حوالي 350 متطوعاً من مختلف الدول العربية، إلى جانب 30 موظفاً أساسياً، ويتركز عمل معظم المتطوعين على البحث عن الكتب المهمة في التاريخ، والتراث، والفكر، والفلسفة، وتلخيصها أولاً على شكل نصوص مكتوبة لا تزيد عن أربع صفحات للكتاب الواحد، ويتم نشر هذه الملخصات في الموقع، في حين يقوم الفريق الأساسي للمشروع بإعادة تحويل بعض هذه الكتب إلى أفلام وثائقية لا تزيد مدة الفيلم الواحد منها عن سبع دقائق، أو مواد سمعية يمكن متابعتها في السيارة أو المنزل أو في أي مكان آخر.
وحول نوعية الكتب التي يتم تلخيصها، قال عبد الحميد: نركز على كتب التراث العربي والإسلامي التي بدأت في الاندثار بالرغم من ثراء هذا التراث بمعارف وعلوم اكتشفها الغرب متأخراً، وبعضها ما زال حتى الآن مرجعاً يدرس في جامعات ومؤسسات أكاديمية في أكبر جامعات العالم، وقد تمكنا حتى الآن من تحويل ستة كتب تراثية إلى أفلام مرئية أهمها كتاب مقامات بديع الزمان للهمذاني، وطبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد لعبد الرحمن الكواكبي، والهوامل والشوامل لأبو حيان التوحيدي، و"أيها الولد" لأبو حامد الغزالي.
وفيما يتعلّق بحقوق النشر الخاصة بالكتب الملخصة من خلال مشروع كتابنا، أكد المدير العام للمشروع، أنهم يستخدمون الكتب التراثية التي لا يوجد حقوق نشر لها، ولا تخضع لقوانين الملكية الفكرية، ولكن في في حالة استخدام كتب حديثة فإنهم يتواصلون مع دار النشر المعنية ويحصلون منها على الإذن، ومن غير ذلك لا يمكنهم إنتاج أي كتاب مهما كانت درجة أهميته. لافتاً إلى أن المشروع يتطلع إلى إنتاج فيلم وثائقي واحد على الأقل، إلى جانب زيادة عدد المتطوعين إلى 2000 متطوع لضمان تحديث وتطوير محتويات الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع بشكل مستمر.