أنت هنا
لماذا كُتب على العالم العربي اللجوء و التشرد
عندما استعرض تاريخ العرب القديم فهم قبائل رحل يسكنون بيوت الشعر و عندما يشعرون بالحاجة الى الكلأ و الماء و العشب يرحلون لطلبها و يشعرون بالامل و الفرح اذا حصلوا على ذلك و كذلك النّوَر ( الغجر ) فمنهم قبائل رحل لا تسكن بيوت الحجر و هم مستمرون بالرحيل و لكن عندما وصلنا كعرب الى التقدم و المدنية و خاصة في هذا العصر السيء نرى اللجوء و التشرد و الذي بدا بالشعب الفلسطيني منذ عام 1948 و بعدها انتقل ذلك الى باقي الشعوب العربية فالشعب اللبناني و الشعب العراقي و الشعب السوري و يوما كان هناك تشرد للشعب الكويتي و لعدد من الشعب المصري سابقا في اواسط القرن الماضي .
و كذلك الشعب اليمني و الصومالي و السوداني و لحق يهم بعض من الشعب التونسي و الليبي و اذا لاحظنا ذلك نجد ان هذه الماساة في هذا العالم العربي بدات بعد زرع هذا الكيان الصهيوني الغاصب في ارضنا ارض فلسطين التاريخية و اصبح اللجوء و التشرد في هذا العالم العربي مليء بالمرارة و الشعور بالظلم بعكس الرحيل السابق الذي يحدوه الامل و الشعور بالفرح .
و اعتقد ان ذلك لن ينتهي و هذه المرارة لن تنتهي الا بزوال هذا العدو الصهيوني من ارضنا ارض فلسطين التاريخية كما ازيل التمييز العنصري و حكم الاقلية البيضاء للأغلبية السوداء في جنوب افريقيا و الذي قادها الزعيم العظيم الراحل نلسون منديلا مع صحبه و العديد من شعبه و هو ما نحتاجه اليوم في عالمنا العربي .
كتبت هذا المقال لشعوري اليوم بالمرارة مع طفل عمره 8 سنوات عندما ذهبت لشراء خضراوات و حاجات اخرى من بقاله في حارتنا و صاحب المحل امر هذا الطفل بان يوصل الاغراض لسيارتي و حمل كيسا و حملت الباقي و اخبرته بانني سعيد لانه يساعد والده و لكن طأطأ راسه الى الاسفل و بمرارة قال : انه ليس والدي و لكني اعمل عنده لانني سوري و لا استطيع ان اذهب للمدرسة و اخبرني انه يجب ان يكون في الصف الثاني ابتدائي .
ان هذا الشعورعند هذا الطفل هو شعور كل فلسطيني و كل عربي سبق السوريين باللجوء و التشرد و لكن الفارق ان اللجوء و التشرد الفلسطيني هو من قبل عدو مجرم اغتصب ارضنا و لكن المؤلم اكثر الان ان هذا اللجوء و التشرد هو بايدي عربية و لكنها تخدم وجود هذا الكيان الصهيوني اذا كانت تعلم او لا تعلم .
لكن ما احلم به و سابقى احلم به هو ان تنتهي هذه الماسي بوحدة هذه الامة و ان تقودها شخصية عربية حرة تحب