أنت هنا
لوحات ياسر الدويك.. خمسون عاما من البحث والاستكشاف الجمالي
«خمسون عاما من الفن» عنوان المعرض الاستعادي الجديد لأعمال الفنان التشكيلي ياسر الدويك، والذي افتتح مساء يوم أمس الأول في جاليري بنك القاهرة-عمان برعاية نائب مدير البنك خالد القاسم، وذلك وسط حضور مهيب لنخبة من رواد الفن التشكيلي في الأردن وفلسطين وحشد من الفنانين الشباب والنقاد.
ضم المعرض عشرات الأعمال الفنية التي لم تتفاوت في أحجامها البصرية فحسب بل بتقنياتها وصياغاتها والمدارس الفنية التي تنتمي اليها وتحاكي أساليبها، كما يؤرخ المعرض الى تطور تجربة الفنان ياسر دويك صاحب عشرات المعارض في العواصم العربية والأجنبية، فمنذ العام 1964 حتى وقتنا الحاضر والفنان الدويك لايكل من البحث لا بل والنحت في عمق اللغة اللونية لاستخراج الطاقة الجمالية والتعبير عن هموم وقضايا الانسان في آن، ففي أعماله الاولى تتجاور اللوحات الواقعية والانطباعية التي تتغنى بجماليات الطبيعة مع تلك اللوحات التعبيرية المزدحمة بصور من الذاكرة الجمعية للفلسطينيين لاسيما مأساة التهجير والاقتلاع من الارض، وتعكس أعماله التي أنجزها في حقب لاحقة تأثره البالغ بالمدرسة التجريدية في الفن ويظهر ذلك في أعماله الخزفية ذات المدى البعيد في التجريب، كما يتضمن الأرشيف الفني للدويك أعمالا مهما في مجال الفن الطباعي «الجرافيك» والذي يعتبر أحد رواده في الأردن، ولوحات كولاجية يوظف فيها العديد من المواد كالخشب والحديد والكرتون والقماش المطرز برسومات النباتات.
ويقدم جاليري بنك القاهرة-عمان للمعرض بالتالي: «للفنان الدويك تجربة من ابرز التجارب الفنية المهمة والمؤسسة للحركة التشكيلية الاردنية ، وهو اواحد من ابرز ممن اشتغلوا في مجال الجرافيك منذ بداية السبعينات حيث قدم منجزا طباعيا رائدا وثريا بالفكر والرؤى...مرت تجربة الفنان الذي ينفذ اعماله الجرافيكية بتقنيات متعدده كالحفر على الزنك و المونوبرنت والسلك سكرين وغيرها من التقنيات بمراحل فنية عديدة اهمها الانطباعية التي تناول فيها مفردة الانسان ومعاناته اليومية اضافة الى التعبيرية الرمزية التي اشغلت حيزا وافرا من تجربته.
تأتي أهمية ياسر الدويك كتربوي، حيث عمل في التربية والتعليم والتربية الفنية تحديدا، لتؤشر على اخلاصه وفي وقت مبكر للنهوض بذائقة الاجيال، من خلال مساهماته في صياغة مناهج التربية الفنية للمراحل التعليمية الاولى إضافة إلى دوره الرئيس وكوكبة من زملائه فناني الأردن، في تأسيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنية، في منتصف السبعينيات.
وتعدّ تجربة الفنان ياسر الدويك، وعبر ما يزيد عن نصف قرن من العمل الفني، تجربة فارقة، في التشكيل الأردني مرت بمراحل مختلفة، عبر فيها الفنان عن هموم شعبه وأمته، وقدم أعمالا لافتة، مهدت الطريق للعديد من الفنانين الأردنيين وكان لها حضورها العربي، سواء في المعارض الفنية أو الجوائز التي حصدها الفنان عبر مسيرته الطويلة.
الدويك نفسه أستاذ الجرافيك في كلية الفنون والتصميم بالجامعة الأردنية تخرج في اكاديمية الفنون الجميلة ببغداد العام 1978، وحصل على دبلوم التصميم من برايتون في بريطانيا العام 1972، حائز على جائزة الدولة التقديرية العام 1978، شارك في تأسيس رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين في العام 1978، عمل مشرفاً للتربية الفنية في عمّان ما بين (1973- 1984)، أقام نحو 15 معرضاً فرديا، وشارك في العديد من المعارض الدولية.