أنت هنا
ليلى خالد أيقونة التحرر الفلسطيني
في هذا الكتاب "ليلى خالد أيقونة التحرر الفلسطيني" الذي صدر حديثا (2013) عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر تعيد سارة إرفنج اكتشاف الصورة الأيقونية للفتاة الفلسطينية المتشحة بالكوفية وهي تستند على بندقيتها متحاشية النظر إلى المصورين، وهي الصورة التي سادت وسائل الإعلام الغربية بعد أن نفذت ليلى خالد وزميلها عملية جريئة لخطف إحدى الطائرات عام 1969 تحت قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بهدف لفت أنظار العالم إلى عدالة القضية الفلسطينية بالدرجة الأولى، ومن ثم مقايضة الركاب الرهائن بعدد من الأسرى الفلسطينيين الذين كانوا محتجزين في السجون الإسرائيلية في ذلك الوقت.
لقد حدثت أمور كثيرة في مسيرة النضال الفلسطيني منذ ذلك اليوم حتى الآن، ومرت الجبهة الشعبية التي ما زالت ليلى خالد تنتمي إليها بالكثير من الصعوبات التي ترصدها سارة إرفنج معتمدة على مقابلات شخصية أجرتها مع ليلى خالد في عمان حيث تقيم، بالإضافة لمقابلات أخرى مع عدد من أصدقائها دون أن تغفل الرجوع إلى آراء بعض منتقديها كذلك. وبحثت في أسباب تراجع دور اليسار الفلسطيني، وبروز حركات الإسلام السياسي ممثلا في حركة حماس. كما عرضت لدور السلطة الفلسطينية وموقف اليسار الفلسطيني من اتفاقات أوسلو ودورها في كبح الكفاح المسلح والانتقال إلى النضال السياسي.
تحرص الكاتبة في الفصول الأخيرة من الكتاب على تحليل تجربة ليلى خالد في العمل الثوري من خلال الخطاب النسوي الذي يؤكد على دور الرموز النسائية الهامة في تغيير موقف المجتمع من المشاركة النسائية في كافة المجالات وخاصة ضمن الحركات اليسارية التي تتبنى ذلك الخطاب في أدبياتها، وتبحث مع ليلى أسباب تراجع المكتسبات النسائية للمرأة الفلسطينية بداية من فترة التسعينات. ومع ذلك فقد حفل الكتاب بالكثير من القصص والمواقف الإنسانية في حياة ليلى خالد بعيدا عن التنظير السياسي والمواقف الفكرية، سردتها ليلى بتفاصيل مؤثرة لتبقى شاهدا على حقبة زمنية خصبة، عاشها رجال ونساء شكلوا جزءا من التاريخ الفلسطيني الحديث. الكتاب متوفر في الأسواق العربية في لبنان والأردن, وهو من ترجمة عبلة عودة المقيمة في بريطانيا.