أنت هنا
معرض البحرين للفنون التشكيلية يعلن بداية سنة الفن عامنا الأربعاء
مواصلةً خطابها الفني الجميل، ومستمرةً في إيجاد الجمال الإنساني بقلب المكان، يلهم معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية الذي تقيمه وزارة الثقافة العاصمة البحرينية المنامة عامًا متواصلاً من الفنون والإنسانيات والجماليات، أسمته (الفن عامنا)، وذلك بالموازاة مع احتفائه بالعام الأربعين. إذ يُقام معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية برعاية كريمة وسامية من صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة صباح يوم الأربعاء المقبل، الموافق 15 يناير 2014م في الساعة العاشرة صباحًا بمتحف البحرين الوطني، بمشاركة واسعة من الفنانين البحرينيين، وبحضور العديد من الشخصيات الدبلوماسية، رجال الأعمال، المثقفين والفنانين المهتمين بالحركة التشكيلية البحرينية.
وفي سياق احتفائها بالعقود الأربعة، وبفكرة الفنون وقدرتها على التّواصل وإحداث الجمال، كرست وزارة الثقافة عامها لمواصلة الأثر الذي يُحدِثه المعرض، فيما يتخذ المعرض من مساحاته فضاءً ثقافيًّا وإنسانيًّا تتقاطع موجوداته ومكوناته، وتتقارب فيها تجربة الفنان المحترف بالمواهب المبتكرة، وقد أوضحت وزيرة الثّقافة الشّيخة مي بنت محمد آل خليفة في هذه المناسبة: (المنامة لا تكتفي اليوم بمعرضها السنوي فحسب، بل تُطلِق ذاكرتها وحياة أربعين عامًا كانت تنتقي لنفسها فيها أجمل الخطابات الإنسانية وأكثرها قدرة على النطق بالجمال. أربعون عامًا كنا نصنع فيها ذاكرة المرئي والمحسوس في آن، ونحاول أن نغير ونستبدل الاعتيادي بالجميل واستطعنا)، وأردفت: (ها نحن نصنع للمنامة عمرًا جميلاً، نجعل هذا الجمال مشاعًا ومحسوسًا وقادرًا على الوصول إلى خارج الأمكنة. معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية توثيق لسيرة اللّون والتشكيل في البحرين، نراهن على ما نملك مبدعين وفنانين، ونراهن أيضًا على الأجيال التي تؤمن بالفن على اعتباره أداة للحب وإشاعة الجمال). ووجهت عميق الشكر والامتنان لحضرة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء لرعايته المعرض منذ إقامته في العام 1972م، مؤكدةً أن هذه اللّفتة الإنسانية تحيط الفنانين بالاهتمام، وتدل على أنّ هذه الأوطان تستوعب أعمالهم ونتاجاتهم، وتضيف إبداعاتهم إلى منجزاتها وحضاراتها، قائلةً: (هذا التفافٌ حميم، للتأكيد لكل الفنانين أن ثمة من يتابعهم، يحيطهم بصدق في انتظار فنونهم، ويراهن على أنهم قادرين دائمًا على فعل المزيد).
يستحضر معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية أعمالاً فنّيّة رائدة وتجارب تختبر التّشكيل بمواهبها، وتقدّم من خلاله في فضاءٍ واحدٍ تنويعات في المعالجات الفنية والمواضيع والأدوات، في إشارةٍ إلى أن التشكيل لغة تخاطب إنساني تلتقى فيها مختلف الأفكار والتيارات والذوات. ويحتضن المعرض هذه المرة العديد من الأعمال الفنية التي تقدم بها المشاركون، بالإضافة أعمال أخرى من جمعية البحرين للفنون التشكيلية، ويُعد هذا الحدث الأول من نوعه في تاريخ المعرض، والذي يلخص اشتغالات فنية متعددة ويحقق انسجامًا ما بين الدور الحكومي والجهات الأهلية، التي تتداخل أعمالها ومشاركاتها. كما تتحرر جميع الأعمال الفنية المشاركة في هذه النسخة من الموضوع الواحد أو الجدلية الفنية الوحيدة، في استلهامٍ لحالات الفنان بتجريدها وعفويتها، مما يحول هذا التراص الفني إلى متجاورات ثقافية منفصلة الموضوع، لكنها تشرح حالات الاختلاف البشري في التذوق والتعبير وترجمة المشاعر والأفكار. ويسعى معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية إلى تخطي مفهوم المصنوعة إلى التأمل والتروي في قراءة المعطيات، وإنتاجها ضمن أيديولوجيات الفرد لا الجماعة، أو تشكيل هذه المونولوجات بطريقة فنية تعتمد على تيار الفنان نفسه أو مزاجه التّشكيليّ، تفصح عن تجربته الشخصية أو قراءته غير المؤطرة بعنوان أو نسجٍ معين. وتشارك هذه السنة ضمن المعرض أعمال تركيبية (Installations) تكشف عن ممارسات حداثية مبتكرة.
وفي عامه الأربعين، لا يلخص المعرض نفسه إلى تجارب معدودة أو يكرم نسقًا فنيا معينًا كما هو المعتاد عند التّحكيم، بل ينتصر إلى الجدلية الجمالية ومعالجة التشكيل للفكرة، لذا ففي هذا العام يُعتَبر كل عملٍ مشاركٍ في فضاء معرض البحرين السنوي للفنون التشكيلية الأربعين هو عمل منتقى ومكرم لوجوده ضمن هذه الاحتفاليّة الفنّيّة في برنامج الفن عامنا. ويوازي الافتتاح تدشين كتاب (الفن التّشكيلي في مملكة البحرين، من الحداثة إلى المعاصرة) للدكتورة مهى عزيزة سلطان، وكتاب آخر حول مقتنيات وزارة الثقافة منذ تأسيسها سواء كانت لوحات فنية، خزفيات، منحوتات وغيرها.