أنت هنا
فاروق ناجي محمود
من هو فاروق ناجي محمود
حوت المجموعة القصصية الموسومة بـ (رؤى سينمائية) من سلسلة ثقافة ضد الحصار. (فاروق ناجي محمود) على أربع قصص قصيرة، تفاوتت في الأداء القصصي الجميل، ما بين تمكن في البناء (أمتار من رصيف شارع الخلفاء) ، و تخلخل في (ليال لؤلؤية-ص 21، النظرة الاولى- ص41).
من مولفات فاروق ناجي محمود
كتاب صغير الحجم امتلأ بباقة قصصية متميزة بعطرها، أعطاها عنوانها مفتاحاً جلي الوضوح عن أهم سمة من سمات القصة والتي يرتبط اسمها بتكنولوجيا الآلة، وميزها عن بقية المجامع القصصية التي صدرت في الآونة الأخيرة، كونها وسمت بـ السينما، فأضاف اسمها تشويقاً جذابا يجذب القارئ الى مساحة الاكتشاف، والى مقترح للقراءة بصيغة ما فرضها الشكل، وقننتها المساحة المحدودة، الممنوحة للكتاب، فالقصة السينمية اليوم تعتمد على قصة قصها علينا قاص ما، نقلتها لنا جمهرة من التقنيين، قال بهم قولنا الذي نجد فيه ما نريد قوله، وحوت في بنائها التقني على عمود حكائي يبرر لها ذاتها، ويصيّرها قصة لها حبكتها التي إجتذبت كتاب (السيناريو) ونقلت الى لغة التصوير التكنولوجي.
ففي قصة (أمتار من رصيف شارع الخلفاء) تحرك قلم القاص مثلما تتحرك عدسة (الكاميرا) السينمية التسجيلية في مساحة محددة بعدة أمتار على رصيف من شارع تجاري تحدد فيه الزمان بتقنين فيه التشكيل الجميل.. تجول القلم في ملامح الباعة، وفي ثنايا احلامهم بتناوب تعددت فيه المقاصد، فالقصة تعمل على الإيحاء اكثر مما تعمل على الإيضاح.
وهذا من سماتها كفن قائم لذاته.. يتخطى الفنون برسوم موحية تتكامل معانيها لدى القارئ الذي يعرف مساحة تجواله، بين الكلمات المحسوبة للقصة الواحدة التي تعكس عالماً متكاملا يجري في نسق تطوله امكانية موهبة القاص في قص قصته بما احتوى نصه من وقائع، و انعكاس للواقع، فالقاص المجيد (أي قاص) يدرك جيداً امكانية قصته التي يقصها على قارئ يبحث بوعي في حدود قرائته عن الكاتب الذي يضيف اليه اكثر مما يعرف.
وبذلك يكون القارئ غير خاسر، ربما، لوقت ضيعه مع قصة لم تكن تساوي لفتة الفضول، فيخسر الكاتب فرصة التواصل مع القارئ، و ما اراده حسب إمكانيته الموضوعية في الفن الذي يمارسه بقدر إجادته المقنعة في الموضوع الذي (يتوقف على القوة الموحية، والحيوية للشكل القصصي كمحصلة متأثرة بالواقع، ومؤثرة) كما يذهب اليه الاستاذ الناقد (عباس عبد جاسم) في كتابه الموسوم قضايا القصة العراقية المعاصرة-