جمعت كتبي الثلاثة،" الرواية والمكان" الجزء الأول الذي صدرفي شباط عام 1980والجزء الثاني من "الرواية والمكان" الذي صدر مطبوعاً في مجلة آفاق عربية العدد الرابع - حزيران 1980، ثم طبع ضمن الموسوعة الصغيرة عام 1986 وكتاب" المكان في قصص الأطفال" الذي صدرعام 1986،
قراءة كتاب الرواية والمكان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
ويعني هذا أنني لا أغمط حق زملائي النقاد ولا أجردهم من قيم قدموها للرواية، وإنما أحسب أن كشف جماليات كل عنصر من عناصر العمل الفني يفوق أي نقد انطباعي أو أيديولوجي مباشر. آمل أن أوفق في إبراز ما للمكان من قيمة جمالية وفكرية للرواية، كما آمل أن أكتشف في الرواية العراقية ما هو أهل للنمو، كما كان الحال في شعرنا الحر يوم ذاك
* *
وأذ نجيء على الصعوبات التي أشرت إليها، أجد أن الرواية العراقية بعمرها القصير، وإنتاجها القليل قادرة على منحي الثقة بالاستمرار. فعمرها لا يزيد على نصف قرن ألا قليلاً، وأدباؤنا لم ينتجوا فيها ما يوازي ديوان الشعر العراقي مثلاً، لأن كتاباتهم للرواية-عدا القلة منهم- أتت من بين كتابتهم لشتى ضروب الإبداع. ومثل هذه الحالة لم تقف أمامي حائلاً، فقررت المضي علني أجد في هذا النثار القليل ما يجعل هذا الفن أكثر شعبية في القابل من الأيام، وأكثر عافية للنقد لأن يقول فيه شيئاً جديداً، ولا سيما وأن الرواية كعمل فني وأدبي تحوي في داخلها على سمات مراحل وظروف، وملامح أشخاص وأفكار، هي في أعماقها أرض تختزن ما هو أهل للإنبات.
وهذا يعني أننا سنجد في طريقنا أعمالاً لا تتسم بسمة الرواية إلا بالاسم، فمقوماتها الفنية يعتريها خلل كبير، وطريقة بنائها لا تدل على وعي بحرفتها، ومثل هذه الروايات شأنها شأن بقية الأنواع، لا تحصل من كمها إلا قلة نوعية متميزة تعكس صعوبة الفن، كما تعكس ضعف العلاقة بين الأديب ومجتمعه.
ولذا اخترت من بين الروايات كلها روايات معدودة أوليتها عناية خاصة بالدراسة، بينما أشرت للبقية عامة فقط، أن الانتقاء هنا بحدود الغاية التي أرجوها: وهي الوصول إلى استنتاجات نقدية تغني حركة الرواية الحديثة. علماً بأنني سأعرج على تلك التي لم يكن فيها ما يغني إلا القليل. جاعلاً منها أمثلة للضعف وأخرى للشواذ، وقد يكون من بين هذه الشواذ ما هو قاعدة.
* * *