هذا الكتيب يعطي فكرة عن مكانة عدن في الوجدان الإلهي والذي أعطى تعابيره البسيطة والموجزة في التورات، وفي الأحاديث النبوية الشريفة والتي استلهمها النبي العربي من الله عز وجل وأرى الواقع اليوم يصدقها بارهاصات هي مقدمة التحقق، وإن حاولوا بشتى الطرق كما هو حادث
أنت هنا
قراءة كتاب مستقبل عدن على ضوء الأحاديث النبوية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مستقبل عدن على ضوء الأحاديث النبوية
بسم الله الرحمن الرحيم
رب العالمين
ضمن المقدمة
هذا الكتيب يعطي فكرة عن مكانة عدن في الوجدان الإلهي والذي أعطى تعابيره البسيطة والموجزة في التورات، وفي الأحاديث النبوية الشريفة والتي استلهمها النبي العربي من الله عز وجل وأرى الواقع اليوم يصدقها بارهاصات هي مقدمة التحقق، وإن حاولوا بشتى الطرق كما هو حادث من نظام مهترىء حاقد أن يزهقها، أو يجيرها لنفسه والمصالحة الآنية في النهب والفيد، معتقداً أن القيمة المادية لهذه المدينة هي في كونها ميناء تجاري فقط فلماذا لا يلطشه كما جرت العادة لديه، فباعه بأبخس الأثمان لشركة دبي العالمية، فكانت البيعة بيعة سارق وأرجو أن يدرك ذلك المشتري والذي اشترى ويحزننا ذلك كثيراً لإبقاء وضع عدن على ما هو عليه فلا تؤثر على موانتهم، أما أهل الميناء الطيبين المستضعفين من نظام صنعاء فليموتوا جوعاً، وكان خيراً لهم ألا يشتروا أن لا يشتروا من سراق هم زائلون كما نرى ذلك في أحداث التغيير العظيمة هذه الأيام.
أهمية عدن الاستراتيجية تكمن في موقعها على باب المندب في الجنوب الغربي للجزيرة العربية وهي بوابة البحر الأحمر الجنوبية، وقد أدركت أهميتها في لقرن الثامن عشر وقبله الدول الكبرى فاختطفتها بريطانيا من يد البرتغاليين والاسبان والفرنسيين وأعطاها هذا الموقع وربما غيره من المواقع لقب سيدة البحار. وقد أعطت بريطانيا عدن حقها في الأهمية، وبعد خروجه منها عام 1967م ضعف هو وضربت عدن كمكان تجارية. أما مكانتها الاستراتيجية فهي باقية مادامت الأرض باقية وقد كان لها دور عظيم في حرب أكتوبر عام 73م بين مصر واسرائيل حين أغلقها "سالم ربيع علي" رئيس جمهورية اليمن الجنوبية في وجه الملاحة فقطع عن إسرائيل خط امدادهم الجنوبي وسرع ذلك في نصر مصر في حربها عام 1973م، وكذلك فصل القائد صلاح الدين الأيوبي في حروبه ضد الصليبين في العصر الوسطى حين أدخل عدن تحت سيطرته ليتمكن من خنق حملاتهم، وهزيمتهم بعد ذلك.
لقد أدخلت الهيئات الدولية عدن ضمن الممرات المائية الدولية التي يجب أن تكون تحت السيطرة والإشراف خاصة بعد حوادث القرصنة الصومالية التي لا يعلم من ورائها وما ورائها إلا الله المهم عاد اسم عدن إلى الواجهة فكاين بمن كان يريد إن صح له ذلك شطبها بحقد وجهل من على الخارطة جاهلاً ومتجاهلاً أن هذا عطاء الله تبارك وتعالى لأهلها الطيبين وكرماً منه كذلك وكرمه لا ينضب فهي مدينة السلام ومنار البشرية القادم، كما تحكي الأحاديث النبوية وكما سيكون قريباً بإذن الله.
وحين قررت الكتابة عن مكانة عدن الروحية على ضوء الأحاديث النبوية عن اليمن، وبالذات عن عدن كان وجداني يمتلىء زخماً إثر أحاسيس الحزن الذي انتابني لفترة طويلة من الزمن على هذه المدينة الجميلة المشوّهة، وقد يستغرب المرء أن قلت إنها تمتد إلى ما يقارب الثلاثة عقود تخللتها زخات من الرضى والسكينة، كانت نتاج الواقع الذي شهد قليلاً من التحسن والهدوء في هذه المدينة كثيرة التقلبات، كبيرة التضحيات، وبعد أن سجدت لله طويلاً وجدت نفسي تلح عليّ أن أكتب ما اختزنه عقلي من معلومات واشراقات أدعو الله عز وجل أن ترى النور في يوم ما، وبحسب وعده لرسله وأصفيائه، وعلى كل فإني إذ أحاول هنا أن أعرِّف بهذه المدينة الصغيرة في مساحتها، البالغة الأهمية في موقعها، الكبيرة في دورها، العظيمة في تضحياتها، السخية في عطائها، الصابرة في آلامها ومعاناتها، الرقيقة في مودتها لكل من أتاها أو مرّ عليها، المدينة التي تحمّلت بدايات الوجود الآدمي في الجزيرة، كما يحكي الفكر الميثولوجي الديني، والمدينة التي ستحمل بمشيئة الله، "حركة النور والسلام والإيمان والتوحيد" إلى البشرية بأسرها، وإلى الكون بزواياه الأربع بل واتساعه اللامحدود.