أنت هنا

قراءة كتاب درج الطابونة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
درج الطابونة

درج الطابونة

كتاب "درج الطابونة" لمؤلفه سمير الجندي، هو مجموعة قصصية قصيرة جدًا، يعرفنا من خلالها الكاتب المقدسي سمير الجندي، على مدينة القدس، التي ولد ويعيش فيها، تشرب معاناة  أهلها، حيث يصف الكاتب المدينة، أحياءها وناسها وحجارتها وأزقتها وخاناتها، وأسواقها، ومآذنها وك

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 2
في المطار
 
 
 
مسك الضابط الذي يضع ختم المرور في المطار جواز سفري بيديه. نظر إلى صورتي فيه، ثم نظر إلى وجهي، ثم بدأ يقلب صفحاته الأربعين، ثم نظر إلى صورتي وتفقد وجهي مرة ثانية، وعاد ليقلب الصفحات. صرت نجمًا في المطار، الكل ينظر نحوي. صف المنتظرين يطول، وأنا حائر في أمر نفسي. بعد ذلك أعطى إشارة إلى ضابط آخر، ناوله جوازي، فتنفس المنتظرون الصعداء، فقد تخلصوا من عقبة أخّرتهم عن منتظريهم في قاعة الانتظار. أما جوازي، فقد تنقل بين أيدي الضباط جميعًا، الذكور منهم والإناث، إلى أن قرروا وضع الختم على صفحة كانت تتشوق لألوانه الحمراء. كان الختم خجولاً بالكاد ظهر على الورقة. كانت عيونهم تسير ورائي تتبع كل خطواتي، حتى وصلت إلى ضابط يجلس على كرسي عال كصمام ينز الناس منه قطرة قطرة. تناول الجواز وقلّبه أكثر من مرة، ثم ذهب بالجواز إلى غرفة زجاجية في طرف القاعة، فرأيت خيالات تلوح من وراء الزجاج وأيد تلوح بالجواز، فتطيح به مرة، وتنشله مرة، والأعناق ترتفع مرة، وتنكسر مرة، وينتهي الحوار، ويأتي الضابط ليسألني: "هل تسكن القدس"؟ قلت: "نعم". فقال: "كيف القدس؟". أجبته: "بخير.. بخير.. بخير..".
 
ناولني الجواز وفسح لي الطريق، لكنه لا يدري بأنه لم تعد لدي رغبة بالمرور.
 
 
 
(بيروت، 1/2/2012)

الصفحات