أنت هنا

قراءة كتاب برد الصيف

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
برد الصيف

برد الصيف

 رواية "برد الصيف" للكاتب جميل السلحوت، تشكل هذه الرواية الجزء الرابع من سلسلة روايات درب الآلام الفلسطيني التي يواصل السلحوت كتابتها، وقد سبقتها الأجزاء الثلاثة الأولى وهي:"ظلام النهار" وجنة الجحيم" و"هوان النعيم"وهي من اصدارات دار الجندي أيضا ,

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: دار الجندي
الصفحة رقم: 10
بينما قال جبريئيل:- أنا يهوديّة..ولدت في فينّا...عندما قامت دولتنا كان عمري سنتين...وعدنا للبلاد وعمري خمسة شهور....الدولة أعطت هذا البيت لوالديّ...كلّ شيء كان موجودا فيه...الأثاث فاخر جدا...لا يزال على حاله...ندفع أجرة للدولة ثلاث ليرات في الشهر...أنا مبسوطه كثير ولا أنوي تغييره.
 
 لكنّ هذا بيت عربيّ قال أبو سالم.
 
صحيح قال جبريئيل...ونحن نسمّيه"بيت عربي" وهناك بيوت كثيرة مثله...من قال لأصحابه كي يهربوا منه ويتركوه؟
 
لفّ أبو سالم سيجارة"هيشي" وقال وهو ينفث دخانها:- إنّها الحرب...هربوا من ويلات الحرب...على أن يعودوا بعد بضعة أيام...واستمرّ الحال سنين طويلة.
 
إلى أين سيعودون سأل جبريئيل؟ هل أنت مجنون؟ هذه بلاد اليهود....دعونا من هذا الكلام وتفضلّوا الى البيت...صعد بهم الى الطابق الثاني...رأس أبي سالم يدور الى كلّ الاتجاهات، وكأنه يستطلع كلّ شيء...جلس في الصالون...جبريئيل...استأذنهم بأخذ حمّام وتغيير ملابسه...قبّل عليّان على فمه وطلب منه أن يقدّم ضيافة لأبي سالم...أحضر عليّان زجاجتي بيرة واحدة له وأخرى قدّمها لأبي سالم وهو يقول:-
 
 هذا ماء شعير مفيد للصّحة يا أبا سالم.
 
خرج جبريئيل من الحمّام بثوب نوم نسائيّ شفاف...ملابسه الداخلية ملابس نسائية...دخل الى غرفة النوم....تجمّل ووضع أحمر الشفاه، وباروكة شعر طويل على رأسه وخرج...جلس على يمين عليّان بدلال...طوّق عليان رقبته بيده اليمنى تحسس صدره... قبّله على فمه وهو يقول:-
 
 جميلة جدا أنت يا جيئولا.
 
التفت أبو سالم إلى عليّان وسأله حائرا:- هل تعرف الكابتن نمرود يا عليّان؟
 
- من يكون هذا؟
 
- سألتك هل تعرفه؟
 
- كلا ...لا أعرفه.
 
- إذا من عرّفك على هذا؟
 
- تعرفت على جيئولا في الشارع الذي التقيناك فيه -شارع الزهراء-...فهذا الشارع عامر ليلا باليهود والعرب الباحثين عن المتعة...وإذا أردت أن تتعرّف على يهوديّة فهنّ كثيرات...وعلى حسب طلبك.
 
دخل عليّان وجيئولا غرفة النوم وأغلقا الباب خلفهما.....بينما بقي أبو سالم جالسا في الصالون يحتسي البيرة....أطنان من الصمت تجثو فوق صدره...وحرب تدور في رأسه... ثعابين الشهوة تطل برؤوسها من مسامات جسده، يشجعها الضحك والتأوّهات التي تتسلل من غرفة النوم....قال في نفسه:-
 
هذا عليّان بن الحاج عبد الرؤوف يصاحب شابا ارتضى أن يكون زوجة له...وعليّان هذا منحرف منذ بداياته...كلّ أهل البلد يعرفون ذلك...ووالده لا يكترث بذلك...بل إن أهل البلدة لا يجرؤون على المسّ بالوالد نتيجة سلوك الولد، حتى إن إمام المسجد “أفتاها” بقوله:"ولا تزر وازرة وزر أخرى" وأثنى المخاتير والوجهاء على ما قاله الإمام...لكن كلّها تبادل مصالح و"موت الفقير وتعريس الغني ما في حدا يهتم فيهن" وهذا ليس صحيحا، إنهم يهتمون ويتسترون على بعضهم البعض، فـ "الغني إذا ظرط قالوا له: يرحمكم الله...والفقير إذا عطس قالوا إنه ظرط" ولهذا يجب أن أكون غنيّا...وسأعمل ما أريد، ولن يخالفني أحد...وهذا عليّان يرتكب الموبقات منذ بداياته...كانت سيرته السيئة على كلّ لسان لبضعة شهور...ثمّ اعتاد الناس على ذلك، ولم يعد أحد يتحدث عنه شيئا.

الصفحات