كتاب "العمل الإذاعي- ماهيته، طبيعته، مبادؤه"، هذا الكتاب يتحدث عن مبادئ العمل الإذاعي، حاولنا الوصول إلى هذه الأهداف كنتيجة بعد سلسلة من المقدمات الممهدة للوصول إليها، حيث ابتدأنا بالدعاية والرأي العام مروراً بوسائل الاتصال الجماهيري ثم تحولاً نحو أهداف الإ
قراءة كتاب العمل الإذاعي- ماهيته، طبيعته، مبادؤه
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
المقدمــــة
لم يكن الإعلام من حيث هو فن ذا تأثير كبير على الرأي العام، ولكن التأثير المنظم للإعلام لم يظهر إلاّ منذ فجر القرن العشرين حيث أصبح للإعلام مقوماته وميدانه، وظهرت فنون عديدة للإعلام وتكتيكات جديدة للأخبار ووسائل الاتصال بالجماهير.
ومن أشهر من لمعت أسماؤهم في الإعلام خلال الحرب العالمية الأولى اللورد نورث كليف الذي كان يعمل على إقناع الرأي العام بأنْ ليس هناك تناقض بين سياسة الحكومة الألمانية وبين وسائل الإعلام، حيث ربطها بالفن الإذاعي، ورأى أنه من الواجب أن يتم وضع نظام دعائي توضح فيه الأعمال وأهدافها ليس فقط للحاضر وإنما للمستقبل أيضاً.
وعندما انطوت صفحات الحرب العالمية الأولى برزت الظاهرة الإذاعية كتعبير عن الحياة الجديدة التي أعقبت هذه الحرب، وكتعبير عن رغبة الإنسان في الإفضاء إلى أخيه الإنسان، والاتصال به والتأثير عليه وجعله تحت سيطرته، ولقد تناولت الوسائل الإعلامية في ألمانيا على يد غوبلز كثيراً من الأساليب المختلفة التي تهيئ جواً أو تأثيراً على المستمعين، ومن هذه الأساليب خلق الوهم بالإجماع.
ويرى بعض الإعلاميين أن الإعلان عن الأعمال المقبلة ثم تحقيقها بالفعل في وقتها يعتبر براعة إعلامية، لأن ذلك أيضاً يربي في النفوس قواعد الثقة.
والإعلاميون الناجحون يرون أن من أسباب نجاحهم تقديم المعلومات الجديدة للمستمعين والمشاهدين والقراء، لذا فإنهم يعتمدون كثيراً على أنفسهم في الحصول على هذه المعلومات، فيقومون لأجل ذلك بجولات مختلفة في أماكن متعددة بين وقت وآخر في الداخل والخارج للحصول على المعلومات من مصادرها.
ويؤكد الباحثون أنه ليس صحيحاً أن الإعلام المنظم كفيل بالسيطرة على المتلقين وآرائهم حتى لو كان الإعلام قائماً على تغيير الحقائق، وإنما الصحيح أن الإعلام يكون أكثر احتمالاً للنجاح إذا أمكن تغيير وجهة نظر المتلقي بالنسبة لموضوع معين دون تشويه الحقيقة في ذاتها.
وعندما انفجرت الحرب العالمية الثانية قفزت بالإذاعة المسموعة إلى المرتبة الأولى بين وسائل الإعلام المختلفة حيث نشأ فن الإذاعة معبّراً عن عصر السرعة إذا استطاع هذا الفن خلال عمر قصير جداً أن يصل إلى هذه المرحلة وأن يثبت كفن ناضج وأصيل وهي له مقوماته وأسسه ومنهجه، وبعد أن كانت الإذاعة تعتمد على الصحف والمسرح والحفلات الغنائية والموسيقية فيما تقدمه لمستمعيها من أحاديث سرد وخطابات وأخبار ومسرحيات وغناء وموسيقى، استطاعت أن تخلق لنفسها أنواعاً جديدة خاصة من الفن إلى جانب الأنواع المختلفة وبرامج المنوعات والبرامج الموسيقية والخاصة والتمثيليات والمناقشات والدردشة، كما استطاعت أن تطور معظم الفنون وتصهرها وتخلق لنفسها منها صوراً خاصة بها، هي الصورة الإذاعية.
ثم بدأت تظهر الإذاعات الموجهة التي اختلف هدفها عن أهداف الإذاعات المحلية أو التي في داخل الوطن وتمثلت أهدافها في تعريف المستمع الأجنبي بالجهة التي تقوم بتوجيه تلك الإذاعة، وتبصيره بقضاياها ووجهة نظرها اتجاه مختلف القضايا الدولية والمسائل العالمية واكتسابه إلى جانب قضاياها وآرائها.
وفي هذا الكتاب الذي نتحدث فيه عن مبادئ العمل الإذاعي، حاولنا الوصول إلى هذه الأهداف كنتيجة بعد سلسلة من المقدمات الممهدة للوصول إليها، حيث ابتدأنا بالدعاية والرأي العام مروراً بوسائل الاتصال الجماهيري ثم تحولاً نحو أهداف الإذاعة وتنسيق البرامج وصولاً إلى الإذاعات الموجهة وبحوث المستمعين وذلك لتكوين فكرة عامة عن العمل الإذاعي وما هيته وطبيعته...
وهو ما هدفنا إلى الوصول إليه.
المؤلـــــف