كتاب "أساسيات الجغرافيا الطبيعية"، الجغرافيا بمفهومها الحديث هي العلم الذي يبني علاقة البيئة بالإنسان من خلال التفاعل والتأثير بين ضوابط البيئة الطبيعية والعوامل البشرية، فلعلم الجغرافيا: جانب طبيعي، وجانب بشري.
أنت هنا
قراءة كتاب أساسيات الجغرافيا الطبيعية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
أما العالم فايتزيكر فقد أسند نظريته على نظرية (كانت)، حيث اعتقد أن أصل المجموعة الشمسية هو عبارة عن كتلة غازية هائلة متشابهة الخصائص الكيماوية، وكانت تدور حول نفسها، وبعد برودة أطرافها الخارجية تكاثفت عناصرها الثقيلة بشكل قطرات، وقد اتحدت هذه القطرات لتكون الكواكب بمدى زمني طويل.
ومن النظريات الحديثة أيضاً نظرية (هويل) (النشأة الحديثة للنجوم)، حيث قام هويل بمحاولة معالجة الضعف في النظريات القديمة، حيث افترض أن أصل الكواكب كان نجماً يدور حول الشمس، ثم تعرض هذا النجم لانفجار كبير نتيجة لنفاذ الهيدروجين بسبب التفاعلات المختلفة، ما ينتج عنه تطاير حطامه في الفضاء تاركاً سحابة غازية تكونت عنها الكواكب.
وقد أطلق العالم هويل على هذا النجم اسم (سوبرنوفا Super–Nova)، وتقدر حرارته بنحو (3000) مرة أكثر من حرارة الشمس وهذه الحرارة العالية كانت كفيلة بتحويل الهيدروجين إلى هليوم، والأخير إلى عناصر أخرى، مثل المغنيسيوم، والألمونيوم والسليكون، والحديد، والرصاص، واليورانيوم...وغيرها.
أما نظرية سحب الغبار التي وضعت من قبل هارولد يوري (حامل جائزة نوبل للعلوم)، فقد بنيت على النظريات القديمة وعلى مشاهدة الفلكيين الحديثة، وقد اعتقد يوري أن نشأة المجموعة الشمسية، مثل نشأة النجوم التوائمية التي تظهر في مجموعتنا النجمية، والتي نظم نجوماً مزدوجة، وعد الشمس والمشتري نجمين مزدوجين، ولقد عالجت هذه النظرية نواقص النظريات السابقة، خاصة فيما يتعلق في أسباب الاختلافات في العناصر الكيماوية الموجودة في المجموعة الشمسية، والذي يفسره هروب أو نفاذ الغازات من الكواكب، ولقد اعتقد (يوري) أن سبب تبخر الغازات وهروبها من الأرض هو أن الأرض مرت بحالة السيولة، وعند اكتمال تشكيلها زادت قوة الجاذبية فيها بسبب فقدان الغازات.
عمر الكرة الأرضية:
بفضل الأساليب العلمية الحديثة، فقد تم التقليل من التعقيد في تحديد عمر الأرض وذلك باستعمال التحاليل العلمية، ومنها استخدام النظائر المشعة، مثل اليورانيوم في تحديد عمر أقدم صخور القشرة الأرضية ولو بصورة تقريبية. وبناءاً على الأبحاث التي أجريت من قبل الجيولوجيين، فقد قدر عمر أقدم صخور القشرة الأرضية بحوالي ثلاثة آلاف مليون سنة، علماً بأن التطورات التي مرت بها الكرة الأرضية قبل أن تتكون هذه الصخور قد استغرقت بضعة ملايين أخرى من السنين.
وبناءً على ذلك تمكن العلماء من تخمين الفترة التي بدأت الكرة الأرضية بالتكوين منذ مراحلها الأولى وحتى الوقت الحاضر بحوالي (12) ألف مليون سنة. وقد دلت الأبحاث على أن بعض أقدم الصخور المكونة للقشرة الأرضية، هي نوع من الصخور الرسوبية، وقد يحتوي بعضها على ترسبات حصرية وعلى ظواهر أخرى تدل على أنها رواسب مائية، وهذا يفسر بشكل أو بآخر على مياه البحار التي كانت موجودة على سطح الأرض، ويدل ذلك أيضاً على أن البحار معاصرة لتكون أقدم الصخور.
ملامح الحياة على الأرض:
لم تبدأ الحياة على الأرض بتزامن مع تكون صخور القشرة الأرضية ومياه المحيطات، التي تواجدت بالفعل قبل حوالي ثلاثة آلاف مليون سنة (كما ذكر سابقاً)، بل بدأت ملامح الحياة بالظهور بعد ذلك بمئات الملايين من السنين، ولم يكن من السهل تحديد زمن ظهور هذه الحياة لأول مرة، وقد أظهرت الدراسات على الأدلة الحفرية التي تواجدت في الصخور القديمة، على أن الحياة قد ظهرت قبل أكثر من (500) مليون سنة، وكان ذلك على شكل كائنات بدائية غير متطورة جداً، ثم تطورت إلى حالة الكائنات الحية ذات الخلايا الأحادية وهي الأميبا، وعلى الرغم من أن الأخيرة تتكون من خلية واحدة وهي ليست بالتأكيد بداية الحياة، لأنها تعد كائنات متطورة جداً وغاية في التعقيد مقارنة مع الكائنات الأخرى. أما قبل ذلك فكانت هذه الكائنات عبارة عن فيروسات تطورت بمرور الزمن للتحول إلى أميبا. إن هذا التطور الكبير يشمل تواجد الكائنات الحيوانية التي تطورت لتصل إلى أعلى درجات الرقي المعروفة حالياً، أما بالنسبة للحياة النباتية على الأرض، فإنها قد تطورت بدرجة مشابهة لتطور الحياة الحيوانية خلال عشرات السنين إلى أن وصلت إلى ما يعرف بحياة الفطريات، والتي تعد أقدم الكائنات النباتية، والتي تطورت أيضاً لتصل إلى مرحلة الحياة النباتية الحالية. وبناءً على ما تقدم وبسبب عدم وجود أي حفريات تدل على وجود الحياة قبل ظهور الكائنات الممثلة بالأميبا والفطريات، فإن علماء الجيولوجيا قد وضعوا الستمائة مليون سنة الأخيرة في تاريخ الكرة الأرضية بأزمنة أو حقب أو دهور طويلة، وقد قسم العلماء كل زمن إلى عصور أقصر نسبياً، حيث يمثل كل منها مرحلة خاصة من مراحل التطور التي مر بها سطح الأرض في أشكاله التضاريسية أو المظاهر المناخية والحيوية (جدول رقم 1).