أزقة العقل السعودي: للكاتب الصحافي محمدالطريري، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، كتاب يذهب بعيداً في رصد التفاصيل السعودية إلى مناقشة الكثير من القضايا التي تجتمع رغم تباعد عناوينها في سعودية البطل أو المسرح أو الحدث.
قراءة كتاب أزقة العقل السعودي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
ويضيف التميمي: لفت انتباهنا أثناء أداء الصلاة في المضافة، قول الإمام في دعاء القنوت اللهم أعْم أبصار الكفار عن إخواننا الذين خرجوا للعمليات الاستشهادية، وكان خبر عملية 11/9 منتشراً هناك قبل تنفيذها بوقت طويل، ولكن لا أحد كان يعرف أين، ومتى، وكيف، بل كان الظن أنها ستكون بحجم تفجير المدمرة الأميركية كول، أو تفجير السفارتين الأميركيتين في نيروبي ودار السلام، وكانت التخمينات تنطلق في كل الاتجاهات، من دون أن تقترب من الداخل الأميركي
بعد ذلك غادر التميمي إلى معسكر الفاروق، وهو معسكر القاعدة الأوحد، الذي يشرف عليه عبدالقدوس العراقي، وكان أبرز ما يلفت فيه، لوحة بارزة تحذّر من الجدل الفكري والتبديع والتكفير، والدخول في نقاشات حول مذاهب أو جماعات إسلامية أو أفراد، وتؤكد في الوقت نفسه ضرورة التفرغ للإعداد العسكري
مكث التميمي في معسكر الفاروق قرابة شهر، قابل في أثنائها أسامة بن لادن، الذي جاء في زيارة إلى المعسكر، يرافقه أيمن الظواهري، وأبو حفص المصري (محمد عاكف)، وكانت الحراسات مشددة على ابن لادن في كل تنقلاته، ولم يكن يسمح لأفراد المعسكر بإلقاء السلام عليه إلا بصعوبة، وعندما كان المتحمسون للحديث مع ابن لادن يشكون للحراس عدم إعطائهم فرصتهم الكافية في الحديث معه، يجيبهم الحراس لو أصيب بأي مكروه، فلن يلام غيرنا
وفي تلك الزيارة الخاطفة لأفراد المعسكر، تحدث أيمن الظواهري عن فضل الجهاد والشهادة في سبيل الله، مشيراً إلى أهمية استهداف الولايات المتحدة باعتبارها رأس الكفر، ثم تحدث بعده ابن لادن عن العملية الاستشهادية (وهي العبارة التي كان يشار بها إلى عملية 11/9 قبل وقوعها)، إذ قال: أما ما يتعلق بإخوانكم الذين خرجوا للعملية الاستشهادية، فهم خرجوا يحملون أرواحهم على أكفهم، يبتغون الموت في مظانه، نسأل الله أن يعمي أبصار الكفار عنهم، وأبشركم بأنكم خلال الأيام القريبة المقبلة ستسمعون أخباراً تسركم
وقبل اليوم الذي زار فيه ابن لادن المعسكر بيومين، أصيب التميمي بالحمى، ويطلقون عليها حمى أفغانستان، وتسبب آلاماً في البطن، وارتفاعاً في درجة الحرارة، بسبب اختلاف المناخ ونوعية الأكل والشرب، ويقول التميمي: بسببها تطلب الأمر نقلي إلى قندهار للعلاج، ولكنني رفضت، كي لا أتأخر عن دروس المعسكر، لأن التعليمات تقضي بأن من يتخلف عن أحد الدروس ينتظر أسبوعاً كاملاً، لكي يدخل مع مجموعة أخرى، غير أن أمير المعسكر وعدني بإدخالي مع مجموعتي في حال ذهبت إلى قندهار وعدت بعد يوم واحد·