رواية "أبحث عن نفسي" الجزء الأول من ثلاثية للروائية البحرينية " فتحية ناصر"؛ الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، هي ثلاثية من عشرة فصول رئيسية وأربعين باب، تناقش الصراعات الداخلية في النفس البشرية والتناقضات التي يعيشها الإنسان عبر التطرّق لكل ما يص
أنت هنا
قراءة كتاب ابحث عن نفسي - الجزء الاول
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
حين جاء البترول والغاز الطبيعي والاستثمارات الأجــنبــية لـهذه الثروة التي قبعت في بطن دلمون طوال آلاف السنين، أعلن زمن الغوص الرحيل· ومرض الجد·
بعضهم يقولون إنه كان يصحو في الليل صارخاً على إثر كابوس ويجري إلى الشارع يبعثر ماله ثم يلُمّه!!·
أناس قالوا إنه فقد عقله حقاً، ولولا أولاده الذين أنشأهم على معرفة قيمة المال، لتبدد ماله وما بقي لدينا نحن الآن شيء، وغيرهم اكتفوا بالقول إنه مات بالسكتة·
لست أدري إن كان الجد حقاً قد جن، أو ظل وفياً لعمله، باقياً فيه حتى يوم مات (في متجره) كما تقول الفئة الثالثة، أم أنه أصيب بسكتة!· لم أسأل أحداً· فلم يكن أي جزء في كل القصة يهمني· ولا كان فيها من الإثارة ما يدفعني للفضول· ولا شعرت لمرة في حياتي أني أحتاج أن أعرفها· كان لي عالم آخر أحيا فيه·
قضت خالتي عايشة كل عمرها تحكي لي الحكاية· تعيد اليوم بعض التفاصيل وتزيد تفاصيل جديدة يوم الغد· شيء مما تقول كان يطابق ما يقوله أهل المحرق، وأشياء أخرى لم تكن تتطرق لها·
كانت إذا تحدثت عن عصاميته أطالت وفصلت، وبدت كما لو أنها تحكي عن بطل أسطوري، عن مجدِ ثوريٍّ عظيم!·
وكأنه قد أرسى مبادئ أخلاقية، لا كرّسَ حياته في جمع المال!·
أما إذا وصلت إلى خاتمة القصة، اكتفت بالقول:
يرحمه الله· ورّث كل فلوسه لعياله الاثنين
هذا فقط ما لم يزد عليه شيء بين البارحة، واليوم والغد··
هذه هي الجملة الوحيدة التي صمدت، دون تغيير، دون زيادة، من دون الكثير من التفاصيل·