رواية "إحداثيات الإنسان"؛ من الصعب اختصار ما تحاول هذه الرواية قوله، وهذا يعود إلى طبيعة أحداثها وخيالاتها التي تدور في السجن، بفضائه الوجودي الأوسع، ليس الزنزانة كموقع، بل كرقعة لا يمكن النظر إليها إلاّ من خلال علاقات "طوبولوجية" كثيرة ومتشابكة - مقادارية
قراءة كتاب إحداثيات الإنسان
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 8
يسترسل،..
كل الذين تُغْلَب فيهم الحكومة ترميهم لي هنا.إي والله هذه مسؤولية من؟ هذا الجنوبي وبشرى لا يفعلان مَا هُوَ طَيِّب أبداً.فقط رعاية
البلبلة والفتن.والمساجين الأغبياء ليسوا إلا أذنابًا لهما.أُشْهِدُ الله أن الدنيا جُنَّت أو عضها كلب مسعور،..
تتعلّق نَبْرة السنجك بأغاني الحقيبة، ونظرة عينيه بشيء لا يَبين،..
إنَّ الله لم يخلق شيئاً نافلة ليعترض مخلوق على وجود آخر.الدنيا تتغيّر يا رجل،..
ثَنَى المأمور رجليه أسفل كرسيه ودفعه للوراء قليلاً،..
فلتتغيَّر الدنيا كما يحلو لها، ولكن هنا ليست الدنيا،..
لم يعقب حديث المأمور صمت ولا خلافه، بل تلَطَّف المأمور بطريقة نسائية واستخبر: هل ينتمي بشرى لإسلاميين ما؟
لا إنه ولد صالح فحسب،..
لا تستطيع أن تجزم إن كان المأمور يشك في معلومة السنجك أو كان يُعَبِّر عن دهشته،..
إما أنَّ هؤلاء المساجين قد صاروا ألغازاً، أو أنني أصبحت غبياً وسيعجزني بعد الآن جدول ضرب الواحد، قالها ضاحكاً وبطريقة
مُعَيَّنة،..
أطلق المأمور صوتاً من النوع الذي يُمَهِّد للكلام المتكَلَّف.ولكن تحية الملازم محمد بدَّدَتْ ما كان سيقوله.حَيَّاه المأمور بتحية القواد
العسكريين وبادره الكلام متعجلاً وبنيّة المداعبة،..
آححح.. رائحة أولاد الخرطوم.الغريب أننا نستخدم العطور ذاتها ولكنها لا تمنحنا هذه الوصفة.ربما تنبعث روائحهم الخاصة من
وجودهم في خيالنا.إذ نحن نجلب عطورنا من الكريستيان ديور اللعينة ذاتها.إي والله هذه مسؤولية من؟،..
العبارة الأخيرة ربما سمعها المأمور في فيلم أو مكان ما.وفى تقديره لا تنقصها الأهمية ليمتنع عن قولها هنا وهناك، وحيثما وجَدَ
شاغر لسان.
تبادل السنجك تحية الإسلام مع الملازم محمد ولم يكترث للأناقة الخرطومية.وإن خانته يده وتحسست بِزَّة عُمّال الدريسة التي يرتديها منذ
أن عرف أن الناس لا يمشون عراة.جامل الملازم محمد قائده بابتسامة دَسَّ له فيها أن مداعبته لم تكن سوى تفاهة لا تليق إلا بأبله ينقل
الطعام بيده إلى المغرفة، ما جعل المأمور يدس يده على الفور في مسبحته ويدّعي الغرق الصوفي.فالملازم محمد قد تجاوزه بسفور
ووجّه حديثه إلى السنجك،..
أريد ملف دكتور بدوي خليل يا سنجك،..
لماذا؟،..
أنا لا دخل لي، إنها رغبة محاميه،..
ينحشر المأمور،..