رواية "الحب والخبز"؛ لقد صدر كثير من الروايات والقصص عن فلسطين وقضيتها ومأساتها وصمود أبنائها، ولكن " الحب والخبز" بما تضمنته من سرد واقعي ومآسٍ حقيقية وخلفية أليمة للأحداث الدامية وأبعادها، جعل هذه الرواية تتميز عن سواها بأنها الأفضل والأعمق والأصدق!
أنت هنا
قراءة كتاب الحب والخبز
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
شهادة الحب والخبز !
* (الحب والخبز) - وأولهما الوطن - رواية باكورة سلسة وصادقة ومتميزة بعفويتها للكاتبة آسيا خولة عبد الهادي مشحونة فصولها بفيض من عذوبة وعذاب، ومن يأس وأمل، وانطفاء ونداء، وليل يعقبه نهار، وانكسار يقترن بالانتصار في حمى الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي ومطامع ((النازيين الصهاينة)) في الأرض المحتلة وصفحات مشرقة تبعث على الأمل الوليد من نضال وصمود أولئك الصابرين الجبابرة في تحدي عصابات إسرائيل، التي تمارس ضد السكان - أفراداً وجماعات - أبشع أنواع الأساليب الحاقدة، والقمع والإرهاب، وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها الآمنين؛ لتوطين ((مهاجرين)) جدد مستوردين مكان أهل البلاد الشرعيين، تحت سمع وبصر هذا العالم من أدناه إلى أقصاه! الصيغة الموضوعية التي تمازجت في رواية الأديبة آسيا (خولة) عبد الهادي تفجرت بكم هائل من المشاعر الإنسانية المضغوطة، عبر حكايات وصور دامية، ومعاناة ليس لها مدى إبان الهجرة ((والتهجير)) القمعي من فلسطين لأبنائها، وما أبدى السكان من ضروب المواجهة والتضحية والتحدي، من شيوخ ونساء وأطفال أذهلوا بني صهيون بتمسكهم بأرضهم، ودفاعهم عنها حتى الرمق الأخير وسقوط آلاف الضحايا والجرحى والمفقودين والمشردين بفعل ((الهجمة الإسرائيلية الاستعمارية الشرسة)) مما ليس له نظير في التاريخ الحديث لقد صدر كثير من الروايات والقصص عن فلسطين وقضيتها ومأساتها وصمود أبنائها، ولكن ((الحب والخبز)) بما تضمنته من سرد واقعي ومآس حقيقية وخلفية أليمة للأحداث الدامية وأبعادها، جعل هذه الرواية تتميز عن سواها بأنها الأفضل والأعمق والأصدق! لقد عاشت المؤلفة جانباً من فصول المأساة، وفصول الرواية التي يقول في تقديمها الأستاذ (أبو إيهاب - عبدالعزيز السيد) : خولة عبدالهادي قدر لطفولتها أن تنمو وسط الصبار، وأن تطالها أشواكه القاسية، وشاءت المقادير أن تعيش هذه التجربة، وأن تحملها جرحا ضمن جراح النكبة التي تعيش في فؤادها، وان تختزتها مع سنوات العمر ضمن ما تختزن من معاناة لا يهون معها الهناء الأسري ولا نعيم العيش! لقد كان أبو إيهاب محقاً في إطرائه هذا االعمل الروائي، في خصائصه الموضوعية والتقنية، وأن يدعو الأدباء والشعراء والفنانين إلى أن ((يتأثروا)) بواقعية هذه الرواية ومأساويتها، التي كانت وقائع يومية كفاحية معاشة وحين راحت الكاتبة تسجل ما يشيب له شعر الوليد من أحداث حزينة، كانت تغمس ريشتها في دم قلبها وتكتب! لقد أعرت الرواية لصديق زميل (نبيل الأسمر) فإذا به يلتهمها في ليلته الساهرة، وفي اليوم التالي يهاتفني باكياً: ماذا فعلت بي يا صديقي ؟ لقد جفت دموعيوعقبت من فوري : ودموعنا كلنا يا نبيل، لعلها تغسل أخطاءنا جميعا قبل أن تتحول الى خطايا! ويا أيها المواطن السليب، تبقى الرمز والأمل الوحيد بين الحب والخبز، والعودة سالما غير مستسلم !
عبدالله الشيتي
مدير تحرير جريدة الرأي العام ورئيس تحرير مجلة النهضة /الكويت