أنت هنا

قراءة كتاب آقباس من أثر القرآن في تاريخ الحضارة والتراث

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
آقباس من أثر القرآن في تاريخ الحضارة والتراث

آقباس من أثر القرآن في تاريخ الحضارة والتراث

أقباس من أثر القرآن في التاريخ والحضارة والتراث      
تأليف: علاء الدين المدرس
الناشر: دار الرقيم - العراق (2001)

تقييمك:
4
Average: 4 (9 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
الفصل الأول
 
نسب آل إبراهيم والعرب القدماء
 
نسب آل إبراهيم 
 
يُعدّ إبراهيم أبا الأنبياء، للدور التاريخي والديني الهام الذي قام به، وهو يبني صرح الحنيفية السمحاء وما حولها من أرض الجزيرة والعراق وبلاد الشام ومصر، ولكثرة الأنبياء من ذريته سواء من آل يعقوب أو بني إسماعيل، وهو أحد أولي العزم من الرسل، ويعد عصره عصر البشرية الثالث من الناحية الحضارية والدينية، بعد عصر آدم  أبي البشر، وعصر نوح  أو عصر الطوفان والبداية الثانية للبشرية كما تذكر الكتب المقدسة. ولقد كان من نسله معظم الأنبياء الساميين (أو العرب القدماء)، وقد جعل الله في ذريته الخلافة والنبوة.
 
ولد إبراهيم  -كما تذكر التوراة- في جنوب العراق في مدينة أور جنوب بابل، وبدأ رسالته ودعوته للتوحيد مع شعب بابل في عصر أحد ملوكها القدماء الذي سبق عصر حمورابي بقليل كما يتوقع علماء الآثار وعلماء اللاهوت، ثم خاض نوعاً من الصراع مع الكهنة وعبدة الأصنام والذين يدعمهم الملك النمرود (كما يطلق عليه المؤرخون القدماء) وبعد صراعه المرير مع الوثنية والطاغوت الحاكم وبعد أن حاول النمرود أن ينفذ حكم الإعدام به، حيث ألقاه في النار، التي تحولت برداً وسلاماً على إبراهيم بمعجزة إلهية إكراماً لهذا النبي العظيم خليل الله، بعدها قرر الهجرة من العراق إلى بلاد الشام ومصر والحجاز، ماراً في طريق هجرته المباركة وسياحته في الأراضي المقدسة، التي تضم بلاد الشام والحجاز ومصر فضلاً عن العراق، بمدن عديدة شهيرة، فمن بابل ذهب إلى شمال العراق على الحدود مع تركيا الحالية إلى مدينة حرّان التي أصبحت بعد وصوله إليها من المدن القديمة الدينية المقدسة لدى البابليين والآشوريين، حتى أن نابونوئيد الملك البابلي حفيد نبوخذ نصر قد تأثر بمنهج حرّان الديني وغير دين البابليين ليقترب من التوحيد، وهاجر إلى تيماء في الحجاز بعد أن هجر بابل عشر سنوات، ويعدّ هذا الملك البابلي (اخناتون العراق) حيث حاول إصلاح الوضع الديني في بابل ونقله من الوثنية إلى التوحيد تأسياً بدين إبراهيم الخليل  الذي ظهر في بابل قبله بأكثر من ألف وخمسمائة عام، ثم هاجر النبي إبراهيم من حرّان قاصداَ دمشق ثم منها إلى الخليل في فلسطين ثم ذهب إلى مصر في عهد حكامها الهكسوس من العرب الساميين أيضاً (أي من أبناء عم إبراهيم) وقد أكرم الملك المصري النبي العراقي البابلي، واستضافه وأهداه المال والجواري، ثم قفل إبراهيم  عائداً إلى الخليل بالقرب من القدس الشريف، ومن فلسطين ذهب بابنه إسماعيل  (أبو العرب العدنانيين) وأمه هاجر المصرية إلى الحجاز، حيث تركهم بواد غير ذي زرع عند بيت الله الحرام في مكة المكرمة، بناءً على وحي من الله سبحانه، ليترك أهله وذريته في هذا المكان المقدس ثم عاد إلى فلسطين، ليعود بعدها مرات عديدة إلى مكة متردداً على أهله بين القدس ومكة، حتى إذا شبَّ الفتى إسماعيل  وتزوج من العرب من قبيلة جرهم التي سكنت إلى جوار إسماعيل بعد أن أنعم الله عليه وعلى أمه بماء زمزم الذي تفجر من تحت أرجله وهو طفل رضيع، فعندما جاء إبراهيم  في إحدى زياراته العديدة إلى بيت إسماعيل، أمره الله سبحانه أن يرفع قواعد الكعبة المشرفة وأن يعيد بنائها بالشكل الذي استمر حتى مجيء خاتم الأنبياء محمد  بعد إسماعيل  بأكثر من ألفي عام.

الصفحات