ديوان "التجلي" للشاعرة عايدة الدرمكي؛ قدّم للديوان الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت وعمان، الناقد والشاعر إبراهيم الهاشمي بالقول: «حروفُ مشبعة بالشجن..
أنت هنا
قراءة كتاب التجلي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 4
جَنّةٌ وَنار
صَديقَ روحي الْـخَفيِّ
سَأَرْفَعُ رَأْسي عالِياً
وَسَأَنْظُرُ للحَياةِ بِمَنْظورٍ آَخَر
سَأَبْتَسِمُ·· سَأَضْحَكُ·· سَأقْفِزُ فَوْقَ هَذا الْعُشْبِ الْنَدِيِّ
هُوَ جَنّةٌ وَنارٌ ·· هَذا الْحُبّ كَما صَوّرْتُه
جَنّةٌ عَذْبَةٌ ·· كَتَبْتَها كَالْعُمْرِ الْجَميل وَنَظَمْتَها مَقْطوعَةً موسِيقيّةً رائِعَةً
جَنّةٌ خَضْراءَ·· جاءَتْني مُتَأَخّرَةً جِداً لِتُحيلَ جَفافَ رُوحي إِلى نَبْضٍ خَفّاق
جَنّةٌ راوَدَتْني عَنْ نَفْسي في زَمَنٍ كَفَرْتُ بِه بالْحُِّب، وَأَعْلَنت التّمَرُدَ وَالعِصْيانَ عَلَيْه
جَنّةٌ تَعانَق فيها الأَلَمُ بالأَمَل
جَنّةُ حُبّي لَهُ
وَنارُ شَوْقي إِليْه
نارٌ أَستَشْعرُ لَهيبَها يَخْرُجُ مَعَ أَنْفاسي
هُو في نَظَري أُسْطورَةٌ
يَتَمايَلُ بِخفّةٍ فَوقَ جَسَدي النَحيل
يُعانِقُ عَيْني بِقَلْبِه
وَيَلْثِم شَفَتي بروحِه
حُبّي لَهُ وَعِلاقَتيالمُبْهَمَة بِه مُعادَلَةٌ صَعْبَة وَخاصّة جِداً
هُو ارْتِباطٌ غَريبٌ
وَتَشبّثٌ قَويّ جِداً
فِرارٌ ·· لَواذٌ ·· وَهَرْولَةٌ
وَعَوْدَةٌ ·· وَاحْتماءٌ ·· وَقُبُلاتٌ
كَمْ أسْتَلذُّ هَذا الشّعُور
هُوَ سَفَرُ الْبعَاد في عَيْنَيه
وَغُرْبَةُ الأَوْطانِ بَيْنَ يَدَيْه
أَتوقُ لأَن أَغْفو بَيْن يَديْه
وَأَنْ تَحْتضِنني عَيناهُ قَبْلَ ذِراعَيْه
سَأفْرشُ قَلْبي لَهُ وُروداً وَزهوراً وًتوتاَ بَرّيّْ
فَلتَفْهَمني وَلْتسْتَوعِبَ مَغْزى كَلِماتي وَتَعابيري وَصَرْخةَ قَلمي إِليّْ
فَأْنتَ الأَقْرَب الذي يَشعُر بـــي وَيتفهّمُنـي ويَحْنو بِصدقٍ عليّْ
أَنتَ يا صَديقَ روحي الْخَفيّْ !
الصفحات
- « first
- ‹ previous
- 1
- 2
- 3
- 4