كتاب " آية " مجموعة قصصية جديدة للكاتب خالد جميل شموط ، عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر (بيروت_عمّان)؛ تضم المجموعة عشرة قصص قصيرة تحمل العناوين التالية الأمل المفقود ، آية ، عند الباب ، في الحمام ،عندما يصير الإنسان إنساناً الخاتم ، قالب الحلوى ،القسا
أنت هنا
قراءة كتاب آية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
الأمل المفقود
يا ابن الكلب···!
هذا آخر ما قالته بينها وبين نفسها وهي تهم بمغادرة مكتبه· خرجت من مكتبه وتركته في حيرة من أمره على خروجها المفاجئ هكذا··· لم يكن يتوقع أن ينتهي اللقاء بهذا الشكل وقد كان كل شيء يسير بشكل ممتاز·
أما هي، فلم تكن تتوقع أن ينقلب يومها رأساً على عقب وأن تشعر بسواد الدنيا يغشاها بينما كانت منذ سويعة تشعر أن يومها ذلك يسير بشكل رائع وجميل·
كان الحظ متبسماً لها ذلك الصباح؛ إذ ما إن اقتربت من المصرف حتى وجدت أمامه مباشرة مكاناً خالياً لسيارتها· وقبل أن تركن سيارتها وتترجل منها كانت قد تأكدت مرتين أو ثلاثاً بأنه مكان مسموح فيه ركن السيارات· فوجوده خالياً في تلك الساعة المبكرة من الصباح أمر غريب حقاً، ولكنها بداية جيدة ليومها هذا والقدر يبتسم لها؛ فعسى أن يكون بادرة خير لبقية النهار - أو هكذا تأملت·
اتجهت إلى المصرف بخطوات كلها ثقة وفتحت بابه وخطت إلى داخله، وتوقفت برهة كي تحدد وجهتها، فرمقها أحد الموظفين بنظرة خاطفة ثم ما لبث أن أعاد النظر مرة ثانية· لم تكن فاتنة الجمال ولكنها لم تكن قبيحة أو حتى متوسطة الجمال بل فوق ذلك· كانت طويلة نوعاً ما بالنسبة لجنسها؛ وقد أضفى شعرها الأسود الناعم متوسط الطول حسناً إضافياً·
تحركت عيناها السوداوتان يميناً ويساراً لتحديد وجهتها فلمحت ذلك الموظف يحدق بها، فاتجهت إليه بقامتها الممتلئة بعض الشيء مستفسرة عن مكتب مدير القروض التجارية· ما إن دلها على مكتب المدير حتى تحركت إليه بخطواتها الثابتة والقوية وعيناها تجوبان أنحاء الصالة الكبيرة وقد بهرت بجمال التصميم الداخلي للمصرف، فكانت تطأ على بلاط رخاميّ أبيض ضارب للصفرة لامعاً وكأنه وُضع في الأمس والمكاتب مرتبة على محيط الجدران الرئيسية للقاعة، ولكل مكتب باب خشبي بني داكن اللون يتوسط حائطاًً من الزجاج، حتى إن المار يرى من بداخل المكتب بكل وضوح·