قراءة كتاب أحداث 11 أيلول 2001 بين الافتعـــال والافتـــراء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أحداث 11 أيلول 2001 بين الافتعـــال والافتـــراء

أحداث 11 أيلول 2001 بين الافتعـــال والافتـــراء

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 1
مقـــدمة
 
وقعت أحداث 11 أيلول \ سبتمبر 2001م كما رأينا وشاهدنا.. وفور حدوثها وجهت تهمة ارتكابها إلى العرب والمسلمين دون تحقيق أو حتى تروٍ .. فقد سارعت الجهات القضائية والأمنية وحتى الرئاسية الأمريكية بكيل التهم جزافاً نحو الاسلام والمسلمين .. بل وأعلن الرئيس (بوش) من فوره الحرب الصليبية على كل ما هو اسلامي أو مسلم .. وكأني به وبمسؤولي إدارته فرقة تمثيلية على خشبة مسرح .. كلٌ ألقى ما لُقِّن من كلمات وضعت لدوره .. ولم ينتبه أيٌ من واضع النص أو المخرج في باديء الأمر إلى ما في تلك النصوص التي ألقاها هؤلاء الممثلون من تضارب أو تناقض .. وليس هذا وحسب بل وتناقضت بعض هذه النصوص (البيانات الرسمية ) مع وقائع هذه الأحداث .. لتكشف مزاعمهم وتبرز الحقيقة التي تصرخ بافتعال هذه الأحداث لغاية في نفس يعقوب .. والتي كشفتها التحقيقات والدراسات التي قامت بها جهات مستقلة سنبينها لاحقاً .
 
نعم هكذا وقعت تلك الأحداث .. وهكذا ختمت .. فقد وقعت بكل ثقلها البشري والاقتصادي والنفسي والاجتماعي .. وما تطلب ذلك من زمن لجمع معلومات ودراسات وتحقيقات في مستوى الحدث قد تحتاج شهوراً أو سنوات .. وختمت في يوم واحد دون فعل أيٍ من تلك المتطلبات .. ولتسدل الستارة على الاتهام الشهير: " أسامة بن لادن ومجموعته من القاعدة " هم من نفذوا هذه العمليات .. وهذه العبارة الختامية للمسرحية شكلت العنوان والملخص .. بل والفحوى الذي يدور حوله فصلا المسرحية اللذان عرض أحدهما على مسرح مركز التجارة العالمي في (نيويورك) .. وعرض الآخر على مسرح البنتاجون في (واشنطن) .. والعنوان والملخص والفحوى كلها تتمحور .. بل وتختصر في : " الاسلام هو العدو " .. والمطلوب الاستنفار العالمي بقيادة أمريكا للحرب على الاسلام وبلا هوادة .. لتفوح رائحة مؤامرة دُبرت في ليل على الاسلام والمسلمين .
 
فبدأت في البحث عن أي شيء يؤيد نظريتي أو يدحضها .. علِّي أجد راحة لنفسي الثائرة على ما جرى .. أو نهاية لتوتر أعصابي الذي أحدثه ما جرى .. أو استكانة لهيجان فكري غير المصدق لما سمعت ورأيت مما جرى .. فرحت أبحث عن أي بحث أو دراسة جادة تطرقت لهذه الأحداث .. وأتابع أخبارها في الصحف والاذاعات والفضائيات .. علِّي أجد نوراً في النفق المظلم الذي أحاطوا به هذه الأحداث .. لئلا نرى منها إلا ما أرادونا أن نرى .. ولا نسمع حولها إلا ما أرادونا أن نسمع .
 
وكم صدمت في البداية وكدت أصل إلى طريق مسدود .. وأقع فريسة اليأس والاحباط .. فقد تناول بعض هذه الدراسات والتعليقات هذه الوقائع والأحداث كمسلمات .. مما جعلها تهتم بالتداعيات دون تمحيصٍ للوقائع وتغطياتها الرسمية والصحفية .. أو تُحققٍ في مصداقية هذه التغطيات .. والبعض الآخر شكك فيها دون أن يعطي براهين أو دلائل كافية تدحض مصداقية تلك التغطيات .. إلى أن وقعت بيدي مؤخراً دراسة ميدانية وتحليلية لتلك الأحداث أنارت لي جوانبها ودواعيها ووقائعها بالوثيقة والصورة .. إنها الدراسة التي قام بها الكاتب والمحلل السياسي الفرنسي (تيري ميسون) بعنوان " الخديعة المرعبة " .
 
لقد التقت نتائج هذه الدراسة مع ما كنت قد وصلت إليه في دراسات سابقة لي في هذا المجال .. فقد توصل (ميسون) في دراسته ومتابعاته لهذه الأحداث إلى أن اليهود بما لهم من هيمنة على الادارة الأمريكية .. واختراق لمؤسساتها الاستخبارية والأمنية .. وحتى الرئاسية استطاعوا بالتنسيق والتحالف المشترك بين كل من اسرائيل واللوبي اليهودي (أيباك) واليمين المسيحي المتهود الذي يتولى الإدارة الأمريكية حينذاك بأن ينفذوا هذه المؤامرة .. بل وأن يساعدهم فيها عدد من المعنيين في تلك الادارة من مسؤولين وأجهزة أمنية واستخبارية وعسكرية .. وكشف (ميسون) مخططات سابقة لهم في القرن الماضي من أهمها ايجاد الذريعة لغزو (كوبا) .. بما ترتب على ذلك من إيقاع ضحايا أمريكيين .
 
ومن هنا ولمساعدة المتتبع لهذه القضايا على تكوين صورة واضحة عما جرى ويجري من أحداث مماثلة .. فقد رأيت أن أفتح صفحات تاريخ أبناء يهود لأكشف ما فيه من خفايا تساعد على فهم أسباب ووسائل وأساليب اقترافهم لمثل هذه الجرائم دون التفات إلى من سيكون ضحاياها .. ولا فرق في ذلك عندهم أن يكونوا من الحلفاء أم من الأعداء .. تماماً كما تم في هذه الأحداث .. ألم يكونوا من حلفائهم الأمريكيين ! .
 
فهلا أدركت أمتنا العربية والاسلامية هذه الحقيقة لتضعها في حساباتها عند التعامل معهم .. فلا تستمر في الانجرار وراء سراب إقامة علاقات سلام معهم .. وإلا فسوف لا تجني سوى الخسارة والندم .. وهل جنى من تعامل معهم حتى الآن إلا الخسارة والندم ؟ .. وهلا وعينا وأدركنا ما أكده قرآننا الكريم من قبل أربعة عشر قرنا من الزمان : " الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه" .. فهلا اتبعنا هديه .. وأفدنا من حِكَمه ؟ .. فجنبنا أمتنا وشعوبنا كل هذه المآسي والمحن! .
 
فاليهود الصهاينة لا يخرجون عن كونهم قبيل الشيطان وجنوده في غواية الانسان .. ولعل هذا ما جعلني أبدأ هذه الدراسة بمدخل يثبت هذه الحقيقة .. والتي ثبتت مصداقيتها عبر العصور .. ثم لأتابع بفصول ترصد تاريخهم الطويل بما فيه من تعامل مع الآخرين بطبائع وأفكار ومعتقدات شيطانية .. الأمر الذي رد عليه الآخرون قتلاً وطرداً .. ليزدادوا تمسكاً في هذه الطبائع والأفكار والمعتقدات حتى يومنا هذا .. لتتشابك وتؤسس لخيوط مؤامرتهم الكبرى التي ينفذونها هذه الأيام ضد الاسلام والمسلمين.. راجياً أن تفلح هذه الأضواء في المساعدة على فهم أوضح وأدق للأحداث التي تتعرض لها أمتنا العربية والاسلامية .

الصفحات