قراءة كتاب الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها دراســة تحليليــة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها  دراســة تحليليــة

الإسلام خاتم الرسالات السماوية والظاهر عليها دراســة تحليليــة

تقييمك:
4
Average: 4 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 4
وقوله تعالى في سورة الشورى : " شرع لكم الدين وما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك، وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه" (سورة الشورى-12) .. ولعل تحذير الله عز وجل للمؤمنين من الاختلاف الوارد في آخر الآية : " أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه " لهو الصورة الجلية للدعوة إلى المحافظة على وحدة الرسالات السماوية والتحذير من مغبة الاختلاف فيها أو الفرقة بين أتباعها وأشياعها .
 
وبالمقابل انظر إلى الدعوة إلى الفرقة بين أتباع الرسالات السماوية التي ينادي بها أتباع موسى وعيسى عليهما السلام : "لن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى " (سورة البقرة-111) … ثم انظر ثانية في تقرير الإسلام للوحدة بين رسالات الخالق لأنبيائه ورسله .. وما يستتبع ذلك من وحدة في الحقوق والواجبات .. وفي المسؤولية والجزاء في الدنيا والآخرة : " إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصائبين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " (سورة البقرة-62).
 
ثم انظر إلى المشركين من العرب الذين كانوا كقوم (إبراهيم) عليه السلام يعبدون ما ينحتون … ومنها أرباباً يتخذون … فكل بيت من بيوتهم يتخذ له صنماً يعبده .. وعند سفر الرجل منهم كان التمسح به آخر عمل يعمله … وعند العودة كان التمسح به أيضاً أول عمل يعمله.
 
أما مشركو فارس فكانوا يؤمنون بالمجوسية .. ويقول أتباعها بفرقهم المختلفة بوجود إلهين هما النور والظلمة … للخير النور يهدي .. وللشر الظلمة تغوي … وهكذا ابتعدوا عن طريق الهداية ليضلوا في دروب الغواية … وإلا لقالوا بإله واحد .. ولعل ما قاله ابن عباس فيهم يوضح أمرهم الذي لا يختلف كثيراً عن أمر كل من النصارى واليهود : " إن أهل فارس لما مات نبيهم كتب لهم إبليس المجوسية " .
 
أرأيت الفرق بين الأصالة والتحريف .. وبين الوحدة والتفريق ... وبين الشرك والتوحيد … بسبب ذلك ولكل ذلك لم تستطيع المعتقدات المذكورة الصمود أمام الإسلام بأصالته ووحدته وتوحيده … وقد حكى لنا التاريخ كيف انهزمت هذه المعتقدات وأتباعها .. أمام زحف رسالة الإسلام وأتباعها.
 
ب‌. الوحدة السياسية : إن مفهوم الوحدة لم يقتصر على الوحدة الدينية بل تجاوزه إلى وحدة أمة وبلاد الإسلام .. فيه بدأ العرب وحدتهم .. وبفضل مبادئه انتهت خصوماتهم .. وتحت رايته اجتمعت صفوفهم .
 
بدأ المصطفى (ص) مسيرة الوحدة منذ وطئت قدماه المدينة المنورة … فأزال ما بين الأوس والخزرج من نزاع وقتال … بعد أن طال بينهم ذلك النزاع والقتال .. وشكل من مجموعهم مجتمع الأنصار … ومن بعد ذلك آخى بين المهاجرين وهؤلاء الأنصار … ليصبحوا إخواناً في العقيدة … شركاء في المال والعقار .. وبذا غدوا يداً واحدةً تجاهد في سبيل الله … لنشر رسالة الإسلام التي ارتضاها سبحانه وتعالى للناس جميعاً … فيتحولوا بذلك وفي أقل من قرن من الزمان .. من قبائل متنافرة ومتقاتلة … أو ممالك وإمارات للفرس أو الروم خاضعة … ليغدوا أمة قادرة … للروم والفرس قاهرة.
 
وهكذا صنع الإسلام من شعوب بلدان الإسلام أمة واحدة .. واحدٌ رئيسها … وواحدةٌ سياستها … وواحدةٌ غايتها .. ألا وهي نشر دين الحق لبني البشر جميعاً ليوصلهم إلى خير الدنيا والآخرة.

الصفحات