أنت هنا
قراءة كتاب المرشد إلى التداوي بالشافيات الأربع
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
مقــــدمة
الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه .. حمدا يوافي نعمه .. ويكافيء مزيده .. وأشهد أن محمدا (ص) عبده ورسوله .. أرسله رحمة للعالمين .. وطبيبا للقلوب والأبدان .. أخرج الناس من ظلمات الجهل والنكران .. الى نور الهدى والايمان .. فعالج القلوب والأبدان .. فهلم نغترف من هديه وسنته صلوات الله عليه وسلامه .. وفي هذا يقول العلي القدير : " يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول اذا دعاكم لما يحييكم " .. وما دعا صلوات الله عليه الى أمر الا وفيه خير وحياة للمؤمنين .. وما نهى عن شيء الا وفيه شر وهلاك لهم .. ولكل العالمين .. ومن هنا فان العلماء ما زالوا يكتشفون الأسرار العلمية في أحاديثه وسننه ( ص ) كلما تقدم بهم العلم .. كما وما زال الأطباء يكتشفون الأسرار الطبية في تلك الأحاديث والسنن كلما تقدم بهم الطب .. هذا وكلما توسعت مدارك هؤلاء وهؤلاء وتفتحت بصائرهم .. وجدوا أن أحاديثه (ص) هي مشاعل الهداية والنور .. وأنه لا علاج ولا شفاء للعالمين من تخبطهم في أمور حياتهم .. ومن معاناتهم من أمراض أبدانهم الا بالرجوع الى تعاليمه وسننه صلوات الله وسلامه عليه .. التي أوحى بها الله اليه شريعة ومنهاجا .
وقد أوجز الحبيب المصطفى (ص ) هديه في مجال الطب بما حباه الله تعالى من مجامع الكلم بقوله ( ص ) : " تداووا عباد الله فان الله لم يضع داءً الا وضع له دواءً الا الموت والهرم " .
ومن بين كل هديه الى مواد ووسائل العلاج المختلفة الواردة في أحاديثه في التداوي .. هناك اربع فقط من هذه المواد والوسائل وصفها صلوات الله وسلامه عليه بأن فيها شفاء للناس من كل داء .. وهي الحجامة .. والعسل .. والحبة السوداء .. وماء زمزم .
فمن سنن المصطفى ( ص ) في موضوع بحثنا في التداوي حديثه الجامع الذي رواه البخاري في صحيحه : " اذا كان في شيء من أدويتكم خير ففي شرطة محجم أو في شربة عسل أو في لذعة من نار ، ولا أحب أن أكتوي " .. ليهدينا الى الخيرية في التداوي بالحجامة والعسل .. وفي الحبة السوداء يقول الهادي (ص) : " عليكم بهذه الحبة السوداء فان فيها شفاء لكل داء الا السام " .. وفي ماء زمزم يقول ( ص ) : " طعام طعم وشفاء سقم " .. وقوله أيضا : " ماء زمزم لما شرب له ".. وليأتي العلم الحديث ليكتشف ما في الحجامة والعسل والحبة السوداء وماء زمزم من معجزات الشفاء للأمراض .. تماما كما بينها رسولنا الكريم ( ص ) .. ولكن ليتأخر أربعة عشر قرنا من ورودها على لسان سيد الأنام صلوات الله وسلامه عليه .
ولعله من الواجب أن أبين هنا أنه لا دراية لي بالطب أو التداوي .. وكتبت ما كتبت من باب الدراسة والبحث ليس الا .. وقد دفعني الى ذلك أمران ااثنان .. أولهما هو الايمان المطلق بصدق كل ما جاء على لسان حبيبنا ورسولنا محمد (ص) في التداوي .. تماما ككل ما جاء على لسانه في العقيدة أو الفقه أو التشريع .. فان هو الا وحي يوحى .. علمه شديد القوى .. وثانيهما أنني وبحكم مطالعاتي الكثيرة والمتنوعة .. وجدت أنني قد اطلعت على أشياء هامة في مجال الطب النبوي .. لم أجدها في أي من المراجع والمصادر على كثرتها التي حوتها مكتبتي في الآونة الأخيرة حول الموضوع .. واستكمالا للأدبيات حول الطب النبوي وسننه ( ص ) في التداوي والحض علي اتباعها .. كانت هذه الدراسة.
وختاما واحياء لهذه السنن النبوية الشريفة في التداوي .. وطلبا لأجر احيائها وثوابه .. واتباعا لهديه ( ص ) بقوله : " من أحيا سنة من سنني قد أميتت بعدي كان له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا " .. من أجل ذلك فانني أقوم بهذا الجهد المتواضع في نشر فوائد ومجالات التداوي بالحجامة وعسل النحل والحبة السوداء وماء زمزم .. راجيا ومبتهلا اليه عز وجل الأجر والثواب لي ولكل من يسهم في هذا المجال من جهد أو وقت أو مال .. والله الموفق .