قراءة كتاب شبابيك الغزالة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شبابيك الغزالة

شبابيك الغزالة

"شبابيك الغزالة " - هو الإنتاج الأدبي الثالث للكاتبة الفلسطينية د. سهير أبو عقصة داوود وهو عبارة عن مجموعة قصص ترو ي للقارىء ولأول مرة تفاصيل عاشها ألإنسان الفلسطيني مرحلة من مراحل خسارة الوطن داخل الخط الأخضر..

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 5
لم نكد نقضي يوماً واحداً في القرية حتى أطلت علينا أمي جزعة بقامتها الطويلة ووجهها الذي شابه لونه الكعك الأصفر، وبعد أن تمتمت ببضع كلمات مع جدي، لفت ملابسنا في الكيس وحملتنا ثانية إلى الباص المزعج·
 
قالت أمي:
 
- لقد أخذ اليهود أرضنا·
 
أحسست بفداحة المسألة، فأيّ شيء يدخل فيه اليهود لا بد أن تقع فيه مصيبة، والمصيبة الأكبر أنّ لهم في كل عرس قرص، فمنذ ولدت وأنا أسمع اليهود اليهود اليهود ولا أسمع عن العرب، فهل العرب موجودون حقاً ؟ أم أنهم كقصص أمي أبطال وهميون؟ ثم لماذا تعيدنا أمي إلى القرية ؟ وهل نستطيع نحن الصغار أن نقف في وجه اليهود هؤلاء الذين لم يستطع كل العرب، ولو في القصص، أن يقفوا في وجوههم ؟
 
حين وصلنا كانت قريتنا ساحة حرب حقيقية، خاصة من مدخلها الرئيسي وامتداداً عبر الشارع المؤدي إلى الأرض المصادرة·
 
لم يكن لدينا أرض، ولكن المسألة بدت شخصية للغاية، وقبل حلول الظلام كان كل رجال عائلتي ونصف رجال القرية في السجن، أما أنا فقد انتهت عطلتي في هذا اليوم حيث قضيتها في المستشفى·
 
وكيف تمت المسألة؟
 
بعد إن أوصلتني أمي أنا وأختي إلى البيت، و نبهت علي وعلى أخواتي عدم الخروج منه، انطلقت هي إلى حارة القتال، ولكن فضولي كان أكبر مني، فصممت أن أذهب لأرى بعيني عينة من الحرب الكبيرة التي طالما حدثنا عنها أبي في ليالي البرد·
 
ولكن أختي المزعجة التي تصغرني بأعوام، صممت كعادتها على المجيء معي فعدت أمسك بيدها منطلقة أنا الأخرى إلى ميدان الكبار·
 
كان أول ما شاهدته وأغضبني أن العشرات من أطفال القرية يملأون المكان· بعضهم يلعب، بعضهم يتراشق بالحجارة وبعضهم يجمعها كسناسل معتقدين بهذا أنهم سيمنعون الجيش من دخول القرية· هنا تركت يد أختي لتسرح معهم، وذهبت لأرى بعيني الطوشة الحقيقية، حيث يتجمع الكبار في مواجهة مع جيراننا الجدد· لحظات وبدأ غيم الحجارة يمطر من السماء، ففتح الجنود أنابيب الغاز المسيل للدموع، ورأيت أمي تخبئ عينيها، في هذه اللحظة أيضاً رأيت حجراً يستقر في جبهة أختي الصغيرة فتسقط على الأرض هي الأخرى مصابة والدم ينزل منها فتملكني الذعر·

الصفحات