أنت هنا

قراءة كتاب القرآن يقوم وحده

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
 القرآن يقوم وحده

القرآن يقوم وحده

القرآن يقوم وحده- 33 قصة تروي إسلام نخبة من علماء الغرب ومفكريه وتأثرهم بالقرآن دون وسيط وإعجابهم بعظمته وتزكيتهم لشخصية النبي (ص).
تأليف: علاء الدين المدرس
الناشر: دار الرقيم - العراق (2009)

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6
لقد ترجم هذا العالم الفذ مقولة أن (القرآن يقوم وحده) أجمل ترجمة، حين وقف على منصة المؤتمر العلمي البحري العالمي في أكاديمية العلوم بمدينة باريس، وأمام حشد كبير من العلماء والباحثين من دول العالم كافة في سنة 1977م، وهو في قمة مجده وتألقه وشهرته التي امتدت في الآفاق، حتى شملت كافة الأصقاع والأقطار في سبعينيات القرن الماضي. لقد حضر هذا المؤتمر أكثر من خمسة آلاف عالم في العلوم التطبيقية وفي علوم الأحياء وعلوم البحار، فوقف جاك كوستو ليعلنها كلمة مدوية هائلة، ستبقى خالدة في سماء الزمن، شاهدة على عمق إيمان وشجاعة هذا الرجل العظيم، ليملأ بها آذاناً وعقولاً طالما جحدت الحق والنور في القرون التي خلت، ولا زالت تحجب النور الإلهي ورسالة السماء، بحجة التفوق العلمي وسيادة الرجل الأبيض ونهاية التاريخ وتوقفه المفترض في محطة الأمركة والعولمة الحالية. لقد قالها كلمة ثقيلة تملأ الميزان، بجرأة وشجاعة فائقة ونادرة: أشهد أن لا اله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله
 
قالها بلسان عربي مبين وتمتم بها بلسانه المؤمن عبر المايكروفون، ولم يفهمها أكثر الحاضرين، لأنها كانت باللغة التي اختارها جاك لتكون لغته المقدسة لغة القرآن.. ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه، والذي كان السبب الأول في هدايته وإعلانه ذلك الإعلان الخطير الذي أغاظ به نفوساً مسودّة حاقدة متكبرة على خالقها ومبدعها ومنبع سعادتها وسكينتها الله جل جلاله، الرحمن الرحيم لينقذها من الصراع والحروب والفتن، ويأخذ بيدها إلى شاطئ السلام والأمن الحقيقي.. الأمن مع النفس وخالقها، والكون ومبدعه، بسفينة القرآن ورسالته الخاتمة، لكن جحود الإنسان كان على الدوام السبب وراء الكفر والطغيان. ذلك لأن الإنسان يسقط في هاوية الكفر - كما يؤكد القرآن - حين يكون ظلوما جهولا.
 
وما أن ترجم المترجم الشهادة إلى اللغة الفرنسية حتى ضج الحاضرون وبهتوا وقالوا متسائلين .. لماذا يا جاك؟ يا عالم أوربا وسبب فخرها وعزها وتألقها؟ لماذا تريد أن تهب كل ذلك الفخر والعز إلى الإسلام وتتجه صوب الشرق الذي طالما أغاضنا منذ فجر التاريخ إلى اليوم؟.. ونسوا أن أوربا كانت ولا تزال عالة على الشرق وتراثه وفكره وحضارته، وهي مهما كبرت وعظمت في أعين أهلها، فهي ثمرة الشرق ونتاجه، وهي تجسد غروب شمس الشرق، كما قال أحد مفكريها معرفاً الغرب ممثلاً بأوربا وحضارتها، فالنور جاء من الشرق حين أشرقت منه حضارة الأنبياء، ولا يضيره وهو يغرب في الغرب، بعد أن تشبعت به الدنيا، وأصبح التوحيد والحضارة والتقنية، مفاهيم ونعم وهبات من الله المنعم الوهاب.. نِعَمْ ولدت في الشرق المؤمن حين أشرقت الأرض بنور ربها، ببركة رسالة الأنبياء وهم يفِدون على الأرض تتْرى خلال العصور الأولى من حضارة الإنسان، حتى ختم الله كتائب الإيمان برسالة القرآن الخاتمة.
 

الصفحات