قراءة كتاب المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام

المؤامرة الكبرى في صدر الإسلام - الأسباب الخفية لاغتيال عمر وعثمان وعلي والحسين ونشأة السبئية والخوارج       
تأليف: علاء الدين المدرس
الناشر: دار الرقيم - العراق (2005)

تقييمك:
3
Average: 3 (2 votes)
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 9
وساءت الأحوال السياسية داخل العاصمة الفارسية، مما أدى إلى مقتل كسرى (ابرويز) بعد سجنه من قبل ابنه (شيرويه) وقتل معه ثمانية عشر من أبناء أبيه أمام عينيه، وحاول شيرويه أن يتصالح مع هرقل، ولكنه قتل أيضاً على يد أحد أشقائه، وهكذا بدأ القتال داخل البيت الملكي، وتولى تسعة ملوك زمام الحكم في غضون أربعة أعوام، ونتيجة لهذا الوضع المتدهور، أرسل (قياد الثاني) ابن (ابرويز الثاني) يرجو الصلح، وأعلن تنازله عن الأراضي الرومية..، ورجع هرقل إلى عاصمته (القسطنطينية) في آذار سنة 628م بعد أن ظل يحارب ست سنوات كاملة دون انقطاع، واستقبلته الجماهير وهم يحملون أغصان الآس، وجرت له احتفالات واسعة خارج العاصمة.. وهكذا صدق ما اخبر به القرآن الكريم عن غلبة الروم بعد اندحارهم أمام الفرس، في مدته المقررة، بضع سنين، أي في أقل من عشر سنوات!. وهرقل هذا هو الذي أرسل له الرسول الكريم  رسالة يدعوه فيها للإسلام في عاصمته (القسطنطينية).
 
من خلال هذه النبوءة القرآنية، وهذه المتابعة التاريخية للصراع والحروب التي دارت رحاها بين الروم والفرس بعد البعثة النبوية، وقبيل ظهور الإسلام وانتشاره في الأرض، أردنا أن نعطي صورة مجملة عن الوضع الدولي للعالم القديم في عصر الرسالة، وعن هاتين الدولتين اللتين كانتا أعظم دولتين على الأرض آنذاك، دولة فارس في الشرق والتي كانت تسيطر على مساحة واسعة تمتد من حدود جزيرة العرب وبلاد الشام من الشمال الغربي والخليج واليمن من الجنوب الغربي، وتتوغل في الشرق حتى حدود الصين والهند، وكانت تدين بالمجوسية الوثنية، وكان أشهر مذاهبها ومدارسها الدينية الزرادشتية والمانوية والمزدكية. وكانت دولة الروم في الغرب، والتي تضم فضلاً عن أجزاء من أوربا، بلاد الشام ومصر وبقية الشمال الأفريقي. وتدين بالنصرانية بمذاهبها المعروفة آنذاك، الـكاثوليكية والآريوسية والنسطورية وغيرها، وكان اليهود بعد حرب السبعين (70م) وقمع الرومان لهم قد تفرقوا في بعض أنحاء الدولتين العظيمتين النائية، وفي الحبشة واليمن، ونزحوا إلى بعض مناطق جزيرة العرب الشمالية، مثل تيماء وخيبر ويثرب.

الصفحات