في مجموعته الشعرية (النقطة) أكّد الشاعر أديب كمال الدين أنه قد أنجز من التفاصيل في بناء تجربته الشعرية ما يكفي لأن نقول إنه قد كوّن أخيراً أفقه الشعري الخاص، الأفق الذي يخشى الآخرون الاقتراب من سماواته ليحلق هو وحده فيه بحيوية خارقة ليتفرد في عالم شعري متمي
أنت هنا
قراءة كتاب النقطة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 7
(1)
في ظهيرة تموزية
جلستُ تحت سن الشمس
فطحنني الحر حتى ابتلت ثيابي
وقلبي وأصابعي
وسقطت من عيني دمعتان
انقلبتا ، بقدرة قادر ، إلى ساحرين
ثم سقطت دمعتان
فصار السحرة أربعة
تحلقوا حولي بهدوء
لِمَ تبكي ؟ سألوني بصوت خفيض
قلتُ لهم : أتعبتني الشمس
وسلّ قلبي مرآى الجمال
أنا المحروم حد اللعنة
وعذبني الجوع
والرغيف هنا مغموس بالدم
وأثقلني الفرات بالندم
قال أولهم : أنا من الهند
أستطيع أن ألبسك ثياب الذهب
وقال ثانيهم : أنا من اللامكان
أستطيع ان أطير بك من غيمة إلى غيمة ·
وقال ثالثهم : أنا من عاد وثمود
أنا من يعطيك سرّ اللذة
وقال رابعهم : أنا من الصين
أنا من يجعل الحلم باب اليقين·
قلت لهم : عجلوا عجلوا
فلقد دفنني الحرمان
كما يدفن الزلزال
جيشاً قوامه ألف فارس·