تمثل رواية " جنة الجحيم" للأديب جميل السلحوت واقع الريف المقدسي في أواخر خمسينيات القرن العشرين، حيث بدايات الوعي القومي والوطني، ومهد تشكل الأحزاب السياسية في القدس أثناء الحكم الأردني، حيث تدور رحى حرب فكرية طاحنة بين مختلف الأحزاب القومية والشيوعية والإس
أنت هنا
قراءة كتاب جنة الجحيم
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 1
كايد ..
الذي درس في جامعة دمشق وعمل معلما في احدى قرى رام الله أقنع حامولته بعمل بقالة تعاونية تبيع أبناء البلدة احتياجاتهم بدلا من شرائها من القدس، ويكون ريعها للمساهمين، واقترحوا أن يكون احمد بن أبو عليّ المسؤول الأول عن البقالة، براتب قدره خمسة دنانير شهريا، على أن يتعهد بدفع أيّ خسارة تلحق بالبقالة، وأن يجتمع بالمساهمين ليقدم لهم تقريرا عن سير العمل كل ثلاثة شهور، واتفقوا أن يشتروا حمارا لإيصال البضاعة الثقيلة الى بيت المشتري... بضاعة ثقيلة مثل إيش يا عمّي يا كايد؟ سأل أبو فالح.
- مثل كيس طحين ومثل جالون كاز.
بس مين بدّو يكون مسؤول عن الحمار؟ أحمد مش معقول يترك الدكان ويروح يودي اغراض للناس لبيوتهم.
- طيب اختاروا واحد من هالناس القاعده لا شغله ولا عمله وخّلوه مسؤول عن الحمار.
اسمع يا أبو علي قال أبو فالح:
ابنك احمد مسؤول عن الدكانه...معناه المسؤول عن الحمار لازم يبقى من عِيلتنا.
- ما عندنا مشكله...بس شو بدكم تعطوه أجره؟
- ثلاث دنانير...بس مين اللي بدكم تشغلوه؟
- ابني فالح لكن... ليش هو ابنك أحسن منه تيوخذ خمس دنانير؟
- لا ياعمّي ابني متعلم وبقدر يشتغل شغله أحسن من هذي وبأجره أكبر.
- دخيلك ابنك شو متعلم؟ والله اللي يسمعك تقول متعلم بحسبه دارس في الأزهر.
- لا دارس في الأزهر ولا في غيره ...درس خمس سنين في المدرسه ويعرف يقرا ويكتب.
وهنا تدخل الحضور واقترح أبو فايز ان تكون أجرة فالح اربعة دنانير، فسكت أبو فالح على مضض بعد أن تلثم بكوفيته، ورفض شرب الشاي.
بعد ستة شهور دبت الخلافات بين أفراد الحامولة حول"دكان الحامولة" فأبو سالم قام بحملة تحريضية واسعة، زاعما بأن هناك من يريدون الغنى على ظهر الحامولة، وهاجم كايد بشدة واصفا إياه بأنه يقبض من جهات خارجية، ويحرض الشباب على الحكومة، وهو لا يهدف مصلحة الحامولة ولا مصلحة القرية، بل يريد أن يبني مركزا له على ظهورنا، والله أعلم متى ستسجنه الحكومة، وعندها ستصادر البقالة وما فيها، ولن تستطيعوا عمل شيء عندها سوى خسارة أموالكم، والله أعلم إن كانت الحكومة ستكتفي بذلك أم ستسجنكم أيضا.