كتاب "اوراق متناثرة - محاضرات في الطب النفسي"، هذه مجموعة محاضرات متفرقة في شتى موضوعات الطب النفسي، تتفاوت في محتواها لتغطي الكثير من مشاكل الطب النفسي التي عاصرتها وعايشتها كطبيب عامل في البحرين منذ ما يناهز الثلاثون عاماً·
أنت هنا
قراءة كتاب اوراق متناثرة - محاضرات في الطب النفسي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية

اوراق متناثرة - محاضرات في الطب النفسي
الصفحة رقم: 9
* المشاكل الموجودة في السنة الثانية من العمر
1· تدريبه على التحكم في البول والبراز·
2· الغضب والانزعاج والصراخ·
3· الخوف والقلق عند الانفصال عن الوالدين·
4· بعض مشاكل التغذية قد تستمر إلى هذه السن أو قد تبدأ عند هذه السن وتمثل صراع في الإرادة بين الأم والطفل·
5· عادة مص الإصبع قد تشكل بعض القلق لدى الأمهات وإن كانت تعتبر طبيعية في مثل هذه السن وتختفي من دون مساعدة أو علاج·
6· في بعض الأحيان نتيجة لوجود مشاكل بين الأبوين أو ولادة طفل جديد تظهر مشاكل التبول والأكل مرة اخرى·
* مرحلة ما قبل المدرسة (2-5 سنوات)··· خلال هذه الفترة يزداد النمو وتزداد القدرات العقلية وبالذات الثروة اللغوية التي تكبر وتزداد من ناحية التعبير والفهم، وتبدأ القدرات الاجتماعية في النمو· الآن الطفل هو أحد أفراد الأسرة اجتماعيا، تصبح للأب والأم أهمية كبيرة، يبدأ الطفل في التعرف على نفسه بدرجة أكبر ويتميز جنسه(بنت أو ولد) عن غيره·· يبدأ الطفل في استعمال الوسائل النفسية المختلفة التي يستعملها الكبار بعد ذلك مثل الإسقاط، تشكّل الافكار·· الخ·· كما يبتدئ تكون الضمير لديه وبالتالي تطور الشعور بالذنب·
* لازال الطفل مع ذلك يرى نفسه في المركز الأساس للعالم المحيط به··· الألعاب والأشياء المحيطة به يصبح لها أسماء لكن ذلك لا يصل بالطفل لحد الآن إلى مرحلة التفكير المنطقي أو فكرة السببية·
بالنسبة إلى التفرقة بين الجنسين يعرف أن هناك رجل وامرأة ويصف نفسه إلى أيهما حسب الشكل·· الملابس، تصرفات الجنسين·· الخ ((الرجال يلعبون ورق·· البنات لا)) ((الأمهات يطبخون·· الآباء لا)··· هذا بالإضافة إلى معرفته لبعض الفروقات البيولوجية بين الجنسين، المهم أنه يتصرف حسب ما يراه ويعتاده من تصرفات الجنسين (وجنسه بالمقابل) وكذلك حسب ما يتوقعه الأهل من تصرفات منه كبنت أو ولد·· في العادة، يشكل كل طفل نفسه على المثال الذي يراه من أب وأم أو شخصية مهمة أخرى في العائلة·
* تطور الضمير: يأخذ الطفل من والديه المقياس الأخلاقي والديني تجاه العالم وهذه نتيجة طبيعية لعملية التفكير والمحاكاة·· ((البنت الصغيرة تغطي رأسها في الصلاة)) يبدأ الطفل يعرف أن بعض الأشياء أو المواقف صحيحة وبعضها خطأ·· أو حرام وبالتالي إذا ارتكب خطأ يشعر بالذنب أو القلق بالطبع هو لا يعرف سبب ذلك الخوف والقلق في حينها ولكن السبب هو أنه ارتكب شئ ضد المبادئ التي علمه والداه بأنها صحيحة أو مقبولة·· هذه العملية مهمة جداً لان الطفل الذي تتعطل عنده هذه القدرة نتيجة قيام الخادمة على تربيته مثلا، قد يتعرض لمشاكل شخصية وسلوكية في المستقبل، نتيجة لاكتسابه قيماً فكرية ومبادىء تابعة إلى ثقافات الخادمة/المربية الأجنبية مما قد يتعارض مع مبادىء وقيم الوالدين والمجتمع المحلي·
إن عملية الخيال لدى الطفل مهمة جدا في أثناء هذه السنوات وعادة ما يكون الخيال واسع، لكنه طبيعي من 2-5 سنوات وحتى لسنوات أكبر، يكون ذلك الخيال أظهر حين يلعب الطفل مع أطفال آخرين أو مع ألعابه الخاصة ففي الواقع يستطيع الطفل التمييز بين ما هو خيالي وبين ما هو واقعي، لكن إذا استمر الخيال لمدة طويلة أو بدرجة كبيرة فمعناه إن هناك مشاكل·· مثلا افتقاد الطفل لأصدقاء في مستوى عمره قد يدفعه إلى إختراع أصدقاء وهميين من خياله وعادة ما تختفي عند وجود أطفال يلعبون معه، كمثال على ذلك أذكر أنني عاينت حالة طفلة عمرها أربع سنوات أحضرتها أمها إلى العيادة لأنها كانت تشك في أن الطفلة تهلوس وترى أشياء غير موجودة· القصة ببساطة أن تلك الطفلة كانت تعيش مع والديها في منطقة سكنية جديدة بعيدة عن الناس، لا ترى أطفالاً ولا تلعب معهم إلا في القليل النادر من الوقت؛ لذلك إخترعت لنفسها في الخيال صديقة تلعب معها عندما يتركها والداها للذهاب للعمل، كما أنها كانت تتصرف وكأن تلك الصديقة موجودة معها أثناء الأكل مثلاً، فكانت تمنع أي أحد من الجلوس على الكرسي الخاص بصديقتها وتطلب من أمها أن تضع ملعقة وطبق للأكل من أجل الصديقة حين يحين وقت الأكل، كانت النصيحة الوحيدة للعلاج هو إدخال الطفلة في روضة أطفال لكي تجد أصدقاء حقيقيين تلعب معهم، وفعلاً اختفت الأعراض بعد مدة قصيرة من ذهابها إلى الروضة·

