المجموعة القصصية "أحبك ولكن" للكاتب والروائي أنس اشتيوي، ما هي إلا لوحات قصصية يرسمها هو وهي، فماذا يرسمان يا ترى؟؛ ويقول الكاتب في لوحته الثانية: "أكل هذا من أجلي؟ أتحبني؟ أتحب امرأة روت لك الحكايات لتطيل لحظات عمرها وتحاول عبثاً تأخير قدرها؟
أنت هنا
قراءة كتاب أحبك ولكن
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
اللوحـة الأولى
هي:
ويرفض كبريائي سيدي أن تعترف أمامك أنوثتي بحبك، فنحن معشر حرائر النساء نستمتع بشغف الرجال بنا بتعلقهم فينا بعشقهم لنا، نستمتع بأن نكون سيدات وملكات وأميرات للرجال ولا نرضى بأشباههم، نستمتع بلحظات الأُنس والقرب ولحظات الدلال والحب، نستمتع بالأوقات يعيشها رجالنا بنا ولنا ومن أجلنا، لكننا نبقى نخاف مما بعد ذلك، نخاف الخيانة والهجران، نخاف الفراق والرحيل والنسيان، نخاف أن نصبح مجرد أشياءٍ يعلقها الرجل على حائطه أو يضيفها ذات الرجل لمجموعة أشيائه الأخرى، ينقلها من زاوية لأخرى يزين بها بيته وحياته ونخاف أن نصبح ضيفات على سفرة عشائه؛ لنعيش على طريقته ونلبس على طريقته وننام ونأكل ونتحدث ونضع الماكياج حتى على طريقته.
ونحن دائماَ يا سيدي نصلي لله أياً كانت دياناتنا ومراحل عمرنا بأن نعيش قصة الحب الأبدي حتى وإن أصبحنا جداتٍ لا نجيد من دنيانا إلَّا الدعاء لله وتقبيل الأحفاد والحفيدات؛ فنحن وقتها نبقى نحتاج الحب بل نصبح نعيش بالحب ونقتات على الحب.
أرأيت سيدي لمَ أنَّ كبريائي يرفض بأن تعترف أنوثتي بحبك وعشقك والتعلق بك، وهل علمت مولاي أنني أفكر ألف مرة قبل أن أتسلل بخيالي في عتمة الليل وسكون الخلائق لملاقاتك بعد ألف اعترافٍ حقيقي منك بحبي وبعد ألف شهادةٍ مصدقةٍ من عيونك بالتعلق بي؟
سيدي لا تغضب مني فغضبك يقتلني كما كان صمتك يخنقني فيما مضى، لكنكم أنتم معشر الرجال على قوتكم قد يسهل عليكم أن تنسوا حبكم وأن تتناسوا عشقكم ووعودكم وأن تغادروا لحقولٍ جديدةٍ خضراءَ يانعة، بعد أن تفتقر حقولنا وتجف مياهنا وبعضكم قد يغادر حتى قبل ذلك.
سيدي أنت برجولتك وفي أحسن حالاتك؛ قد تصبح كأبطال حكاية ألف ليلة وليلة، بعد أن تزينك الأنثى شهرزاد في كذبات حكاياتها وتبقي النوايا حبيسة النفوس غير معلنة وتخبِّئ حزن صوتها تحت رداء فرحة الناس بالعيد، وأنا! أنا يا سيدي شهرزاد ألف ليلة وليلة التي تخشى أن تكون ليلتها المقبلة هي ليلتها الأخيرة في لحظة قد تعجز فيها عن إرضاء رغباتك، ذات الليلة التي قد يعلن الهلال أنها ليلة العيد فيفرح الجميع ويعلن شهرياركم بفخر نبأ على الملأ وينطق بسهولة عبارته الشهيرة: "أيها السياف أخرج سيفك وقم بعملك" فآلم أنا ويموت كل ما هو جميل داخلي. أمَّا هو فيشعر ببقايا رجولته وقد يبحث من جديد في حربه مع ذاته عن انتقام آخر من سليلات حواء.