كتاب "ثرثرة فوق دجلة؛ حكايات التبشير المسيحي في العراق 1900-1935م"، بعد اجتماعات طويلة ومكثفة في بداية عام 1889م بأحد كنائس مدينة "نيو برونزويك" بولاية نيوجرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، صادق مجموعة شبان أمريكان متحمسين على تأسيس منظمة تدعى "الإرسالية الع
قراءة كتاب ثرثرة فوق دجلة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 5
لا مفر من صيف العراق!
بجانب أعمال الطب اشتغل عضوا الإرسالية الأمريكية في العراق المبشر فرد بارني والمبشر شارون توماس في أعمال التبشير في مدن العراق المختلفة منذ نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين·
وفـي شهـر أبريـل عـام 0 0 9 1م كتـب المبشران تقريراً عن أعمال التبشير والطب في مدينتي البصرة وبغداد وبعض المدن الأخرى· وفي البداية كتب المبشر بارني يقــول:
بينما أكتب الآن، هناك إزعاج شديد فوق رأسي حيث تمر الأقدام وهي تقرع وتكسر بالمجارف في مبنى الإرسالية· وهذه الأعمال سببها عمال ينقلون ألواح القرميد من الأرض إلى السقف تمهيداً لإصلاح بعض الدعامات المكسورة، مع أن الوعود كانت منذ عام مضي بأن هذه الأعمال سوف تكتمل·
لقد كانت هذه تجربة لنا في الصبر، وخاصة في الشهور القليلة الماضية بالنسبة للإرسالية التي ذهبنا إلى صاحب الأرض عدة مرات في الأسبوع لاستعجاله في البناء· ولكننا حصلنا على أعذار على نحو قياسي بخصوص الفشل في الإيفاء بتعهداته نحو المستقبل·
وبعض الإصلاحات التي نقوم بها في إرسالية البصرة بالعراق هي من أجل راحتنا كمبشرين وأطباء، وبعضها الآخر نقوم به من أجل سلامة أمننا هنا·
وبناء الإرسالية الذي نسكنه الآن هو مبنى قديم جداً، لكننا نأمل مع الانتهاء من الإصلاحات الحالية أن نقوم بالمزيد من الإصلاحات قريباً·
ومنذ حوالي أربعة شهور مضت كانت هناك بدايات للعمل في وسط النساء في البصرة، وقد كانت النتائج لذلك العمل مشجعة جداً·
فقد قامت حنان، وهي والدة بائع الكتب المسيحية المتجول ميشا والسيدة الورعة، قامت بزيارة إلى بيوت العديد من النساء في البصرة مؤخراً·
وواصلت حنان عملها هذا بكل نشاط حتى الأسابيع القليلة الماضية عندما اضطرت إلى التوقف لحاجاتها لرعاية إحدى قريباتها المريضة·
وعلى العموم فقد وجدت حنان ثلاث درجات يمكن إن يجدها أي ناشط في هذا الموضوع وفي كل مكان وهي أن الناس إما عدائيون أو غير مبالين أو مرحبين بوجودها·
ولعل المستقبل المرْضي المفرح لتلك المحاولات هي أن عدد الطبقات المرحبة نسبياً يكبر ويكبر بصورة لم نتوقعها وهذا يظهر لنا أيضاً بأن الباب لدخول رسالة المسيح أصبحت مفتوحة على مصراعيها·
وكم يبدو العمل بين النساء غريباً عند الناس هنا، فكم مرة قدم البعض لحنان بعض المال بعد مناقشة وقراءة الكتاب المقدس، متصورين أنها تقوم بهذا العمل من أجل الحصول على مقابل مادي! هؤلاء الناس الفقراء الطيبون لا يعرفون بالطبع أي شيء عن سعادة أرواحهم وخيرها، ولم يكونوا يدركون كيف تأتي امرأة إليهم وتتحدث عن الله وكتابه المقدس، فلقد ظن المساكين أن هذه المرأة لا يمكن تأتي إليهم الا مقابل المال فقط·