قراءة كتاب أوراق مهربة من الأراضي المحتلة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
خصمان!
أجادلُني في الليل، خصمان اختصموا بيني، وبين النوم، كل واحد من الفريقين جاء بدعوة كريمة للجدل، فردية موجهة نحو تسهيل التكييف، تستند إلى افتراضات ومبادئ، غضبتُ زمجرتُ وتمردت، فزأرَ مني النوم، فقررت، فَلجَ الخصمان، تفرق الجمع، وخاصمني النوم.
لكي يكون الفرد والمجتمع بمستوى المسؤولية المناطة به في مسيرته الحيوية، والمتمثلة بحمل الأمانة، والترقي في سلّم الكمال والسمو الروحي والسلوكي (الأخلاق، الفعل) وهذا يعني تغيير محتواه الداخلي في عقله وقلبه وإرادته لينسجم مع المنظومة الإلهية في الحياة، ويُكون فكره وعاطفته وسلوكه وحدة قياس لا ازدواجية فيها ولا تناقض.
والتغيير ليس أمراً هيناً إذا نظرنا إلى طبيعته، وطبيعة الميدان الذي يحلّ فيه، وهو ميدان النفس البشرية، فهو يواجه محدودية الفرد (الإنسان). وكي نزود العقل كان لا بد من تفريغ شحنات فكرية فاسدة ومنتهية الصلاحية، ومن أجل تزويده في حربه هذه ضد الفكرة الفاسدة يلزم وجود الوقود (فكر ناضج).
إنّ أية مهمة متجسدة في (الآمر) وفي أساليب الأمر المتبعة لدى الآمر (أي بالأمر وطرق الأمر) من شأنها أن تنجح بنسبة أكبر من المهمة المتجسدة بالمطالبة والدعوة إلى......، ونذكر قوله تعالى: (وَلتكُن مِّنكُم أُمّةٌ يَدعُونَ إلى الخَيرِ ويأمُرُونَ بالمعرُوفِ وَيَنهونَ عَنِ المُنكَرِ) آل عمران، وجوب الأمر يكون لزاماً على من.....؟
ورد في الكافي الإمام جعفر الصادق (إنّما يؤمر بالمعروف وينهى عن المنكر، مؤمن فيتّعظ، أو جاهل فيتعلم، وأمّا صاحب سوط أو سيف فلا).. تفكروا قليلا.