أنت هنا

قراءة كتاب الآمال الكبيرة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الآمال الكبيرة

الآمال الكبيرة

يعدّ ديكنز في الوقت الحاضر أحد الشخصيات الرئيسية في الأدب الإنجليزي، لكن مركزه لم يكن دائماً بهذا المستوى من التقدير؛ إذ إن سمعته تدهورت بين عامي 1880و1940م. وهذا يعود بشكل جزئي إلى التركيز على الجانب النفسي الذي أصبح شائعاً في الروايات بعد موت ديكنز.

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
تقديــم
 
تشارلز ديكنز (1812-1870م)
 
روائي إنجليزي شهير، يعدّ واحداً من أكثر الكتاب شعبية في جميع العصور. من أشهر مؤلفاته: ترنيمة عيد الميلاد، وديفيد كوبرفيلد، والآمال الكبيرة، وأوليفر تويست، وأوراق بيكويك، وقصة مدينتين.
 
كان ديكنز دقيق الملاحظة لما يجري في الحياة، كما كان ذا فهم واسع للجنس البشري خاصة الشباب. أبدى عطفاً على الفقراء والضعفاء، كما انتقد وسخر من كل أناني جشع غليظ القلب. وإلى جانب ذلك كان فناناً هزلياً مبدعاً بشكل مدهش.
 
ولد تشارلز ديكنز في بورت ساوث، وعمل في الثانية عشرة من عمره في مصنع في لندن للصق البطاقات على علب وَرنيش الأحذية.
 
أخذ ديكنز ينتظم في المدرسة أحياناً ويتركها أحياناً أخرى، إلى أن بلغ الخامسة عشرة من عمره، حيث تركها نهائياً. وانكب على المطالعة، فتأثر بالكتاب الأوائل مثل: وليم شكسبير وتوبياس سموليت وهنري فيلدنج. وأصبح ديكنز مراسلاً صحفياً في أواخر العشرينيات من القرن التاسع عشر.
 
حاز ديكنز أول شهرة أدبية له عندما نشر كتابه أوراق بيكويك في أجزاء شهرية(1836و1837م) والواقع أن هذا الكتاب حاز شهرة، قلما يحدث مثلها في تاريخ الأدب.
 
قام ديكنز بإنشاء مجلتين أسبوعيتين وبتحريرهما، نالتا نجاحاً باهراً. وقد ذاعت شهرته في أمريكا إضافة إلى بريطانيا.
 
في عام 1836م، تزوج من كاترين هوجارث، ورزق منها بعشرة أطفال، إلا أن الزوجين انفصلا عام 1858م. كان ديكنز يتمتع بطاقة عقلية وجسدية فذة، وتعود موهبته في ابتكار مشاهد مثيرة إلى حقيقة حبه للمسرح. في عام 1865م، بدأت صحته في التدهور، ثم توفي بالسكتة الدماغية.
 
كتب ديكنز عشرين رواية، أشهرها: أوليفر تويست، وديفيد كوبرفيلد، وقصة مدينتين، والآمال الكبيرة، وترنيمة عيد الميلاد؛ وبليك هاوس، وهي رواية رمزية تتحدث عن ظروف الحياة المؤلمة في مجتمع مادي فاسد. وفي المرحلة الأولى، بعد نجاح أوراق بيكويك، اتجه ديكنز إلى الموضوعات الأكثر جدية.
 
وفي المرحلة الثانية - خلال الأربعينيات من القرن التاسع عشر ازدادت نظرة ديكنز عن المجتمع الإنجليزي (الفكتوري) بل عن العالم كافة، حزناً وكآبة؛ إذ أخذ يؤكد في حبكة رواياته وشخصياتها على الجانب الشرير للتجربة الإنسانية. ثم تحول إلى المغزى الرمزي، ليستعين به في توسيع ملاحظاته، والتعبير عنها في الموضوعات السياسية المحلية والقضايا الاجتماعية، وفي أمور أكبر تتعلق بالقيم والأخلاق.
 
وفي هذه المرحلة، الثانية، نشر ديكنز روايته الآمال الكبيرة، وهي مثل العديد من رواياته تدور حول الأثر السيئ الذي قد تتركه النقود والأموال في نفوس الناس. وقد ظهرت هذه الرواية أولاً حلقاتٍ مسلسلة نشرت في إحدى المجلات الأسبوعية (1860-1861). وفي هذه الحلقات كان بطل الرواية الرئيسي «بيب» يحكي قصة حياته منذ كان في السابعة من عمره حتى أصبح شاباً يافعاً، ويشرح التحولات العميقة التي طرأت على حياته وحوّلته من إنسان أناني يملؤه الغرور، إلى إنسان طيب يتعاطف مع الآخرين.
 
وبالإضافة إلى الكتابة والتأليف التي وهبها ديكنز معظم حياته، فإنه كان يلقي المحاضرات التي يتناول فيها موضوعات رواياته، ويدعو من خلالها إلى تدعيم المؤسسات الخيرية التي ترعى الفقراء من الناس، وظل مثابراً على ذلك حتى وفاته.
 
يعدّ ديكنز في الوقت الحاضر أحد الشخصيات الرئيسية في الأدب الإنجليزي، لكن مركزه لم يكن دائماً بهذا المستوى من التقدير؛ إذ إن سمعته تدهورت بين عامي 1880و1940م. وهذا يعود بشكل جزئي إلى التركيز على الجانب النفسي الذي أصبح شائعاً في الروايات بعد موت ديكنز.
 
إلا أنه منذ عام 1940م، ظهر العديد من الكتب التي تصف ديكنز بأنه كاتب على درجة كبيرة من العمق والتعقيد. كما نال الثناء بصفته مراقباً حساساً ذا نظرة فلسفية ثابتة في تحليل الصراعات البشرية ضمن المؤسسات الاجتماعية. ولذلك، وُضِع ديكنز في مصافّ أولئك المؤلفين مثل: هيرمان ميلفل وفرانز كافكا وتيودور دوستوفسكي.
 
هذا، وقد وضع النقاد المعاصرون شخصيات ديكنز جنباً إلى جنب مع شخصيات شكسبير في تنوعها وحيويتها وقوتها.  

الصفحات