يعمل هاشم شفيق، على قصيدته، بدأب صانع الجواهر ودقّته، ولكن بقلق الفنان وحيرته أيضاً. تطرح قصائد هاشم شفيق، إضافة إلى أسئلتها حول الأشياء والطبيعة والمصائر اليومية، متعة القراءة التي تكاد تغيب عن الأعمال الشعرية العربية اليوم. نقرأ من أجواء الكتاب:
قراءة كتاب الأعمال الشعرية - هاشم شفيق
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الأعمال الشعرية - هاشم شفيق
الصفحة رقم: 10
حجارة بعلبك
ليتني كنتُ في مهبطٍ خلف كيسٍ من الرملِ، أحشو سلاحي بإطلاقةٍ من دمي، وأصوّبُ بوصلتي من وراء الموانعِ، نحو الردى المتسارعِ، ليت دمي يتفجر في أرضهمْ مثل قنبلةٍ
ماحياً كل صخرٍ عتيقٍ وكلّ دمٍ خائفٍ ····،
* * *
ليتني كنت في مجْفرٍ، أتزيّا بنرجسةٍ وأخطط نصري بسبابتي، راكباً فوق دبابةٍ للندى، أتقدّم في رَهَطٍ;
يتناسل من جسدي، رعشة منه
أحصنة تتهاوى - قلاعٌ تميلُ - صدى يتناثر مني يهزُّ
الكمائن والأقنعهْ ····،
* * *
ليتني كنتُ في محْجرٍ من حجارِ
الجرانيتِ، أرقب من كوَّتي
المؤن العسكرية آتيةً بالشموس
وبالخبز، حيث الصباحْ
يمرُّ على القاطراتِ الرماديةِ
اللونِ متشحاً بالغصونْ،
* * *
ليتني كنت فاختةً، وأطيرُ إلى
بعلبكّ، أدثّرُ
بالريشِ أحجارها الباسلهْ ····،
25 - 9 - 1976
الموصل - سنجار