كتاب "حكاية توت ومسرحيات أخرى"، للكاتبة الأردنية ميسون حنا، الصادر عام 2002 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، نقرأ من أجوائه:
قراءة كتاب حكاية توت و مسرحيات أخرى
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
حكاية توت و مسرحيات أخرى
الصفحة رقم: 5
لا تعرف مستقرها ، اما أن تعلو فيكون الحظ حليفها أو أن تتهاوى فتدوسها الأرجل ، وأخشى قسوة النعال .... وبقائي قربك أصبح
مشروطا وأي شرط (بفخامة ) المال ... المال يا سيدي (تبرق عيناه وينظر للصندوق برغبة ) ومن لا يعشق المال والنعيم ؟ ومع ذلك
اريد الحرية .... (مستدركا) الحرية الحلم ، لا الواقع .... أريدها حرية بلا تشرد ، ولا ضياع ، ولا فقر ....
(السيد يضحك ، التابع يستمر)
التابع : (بتحد ) نعم .... أريد الحرية ، وأريد المال معها.
السيد : لكن هذا مستحيل .
التابع : أنت وضعتني أمام هذا الحلم .
السيد : أبدا .... أنا خيرتك فقط إما المال ، وإما الحرية.
التابع : حلمان إذن .... هما حلمان جميلان ، آسران ، محيران .
السيد : (بمكر ) ولكنك تعشق حريتك ، فأي مال ستنعم به وأنت رقيق ؟
التابع : وأي حرية سأعيشها بلا مال ... انها القيد ذاته .... ولكني لا أخفيك أني أعشقها .... أعشقها أتدري لماذا ؟ (بفخامة )
لأنها الحرية .... ولأني أفتقدها .
السيد : (بمكر ) أنت تملك أن تشتريها الآن .
التابع : أي أنك تشير علي أن أشتري حريتي مقابل هذا المال (يقف أمام الصندوق ، ويتأمله برغبة ثم يتابع مستنكرا ) هل أتخلى
عن كل هذا المال مقابل حريتي يا سيدي ؟ ! هل هذا ما تريده أنت؟
السيد : أنا لا أشير عليك ، أنت الذي تختار بمحض إرادتك .
التابع : (محدقا بالصندوق ، مرتبكا ، محموما ) بل هذا ما تتمناه أنت . (بتحد ) أنت تتحايل علي لتتنصل من عهدك باسلوب ذكي
يجعلك أمام الناس عادلا .... أنا فقط من يدرك الحقيقة .
السيد : ويحك .... تهددني ؟
التابع : لا يا سيدي .... لا .... أنا فقط أحلم بالمستحيل ، أحلم بامتلاكي للحلمين النقيضين اللذين يتصارعان في داخلي (لحظة )
ولكن آن الأوان لأفكر بالواقع .... نعم الواقع الذي سيجعلني انتصر عليهما .
السيد : كيف ؟
التابع : سوف أرحل يا سيدي .... نعم سوف أشتري حريتي مقابل هذا المال (يلتفت الى الصندوق ويشيح بوجهه عنه بسرعة ) لقد
نجحت حيلتك .
(يهم بمغادرة المكان )