قراءة كتاب الدكتور توكودا - DR. TOKUDA

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الدكتور توكودا - DR. TOKUDA

الدكتور توكودا - DR. TOKUDA

كتاب "الدكتور توكودا – رائد المستشفيات اليابانية"، ليس هذا الكتاب مجرد حديث عن تجربة الدكتور توراو توكودا رئيس مجموعة توكوشوكاي الطبية اليابانية، ولكنه اولا وقبل كل شيء استعراض لصورة انسان وفلسفة وتحدي ...

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 2
الدكتور توكودا ... أهداف سامية وتحدي
 
ليس هذا الكتاب مجرد حديث عن تجربة الدكتور توراو توكودا رئيس مجموعة توكوشوكاي الطبية اليابانية، ولكنه اولا وقبل كل شيء استعراض لصورة انسان وفلسفة وتحدي ... لرجل برز في هذا العصر لخدمة البشرية في ابرز حاجاتها الملحة ... انها سيرة رجل ... ومسار تجربة، ومسيرة تحدي .. في هذه المرحلة التاريخية من عالم اليوم الذي يشهد صراعا بين الخير والشر . ان هذا الكتاب محاولة لتسليط الضوء على هذه الحقيقة في تجربة انسان، من خلال احاديثه، وتقديمها الى اولئك الذين يبحثون عن خدمة جميع البشر دون فوارق وفي كل الاوقات بعيدا عن كل المصالح الذاتية والانانية .
 
وهنا استذكر تلك الساعات الاولى من صباحات سنة 1938، ولحظاتهاالتاريخية التي شهدت ولادة الطبيب الفيلسوف والمفكرتوراو توكودا،حيث الوطن والعالم والبشرية على حد سواء في حاجة حقيقية وملحة،وفراغمفاهيمي وانساني شاملعلى صعيد اعطاء مهنة الطب كل ماتستحقه من معاني،تنسجم وما تتطلب الحضارة البشرية من حين إلى آخر وتستدعيمثالاً نموذجياً جديداً، يكون معياراً مفاهيمياً يستوعب حقائق العصر في ميدانه، ويرسي قواعد جديدة للتعاملمع الذات والآخرينوبين الآخرين على صعيد خدمة الانسانية .
 
لقد رأى النور قبل سبعون عام فكان على موعد مع القدر من اجل مهنة الطب في اليابان والعالم كله . انها خطى التحديوالتضحية ونكران الذات، جابهها كلها بثغر باسموطلّة ساحرة وتواضع لا مثيل له،وإرادةفولاذية،وأمل لا سقف له، برسالته وبالنهضة الطبية التي خلقها وبالحركة التي أوجدها وبالتعاليم والافكار التي زرعها . ملأ الدنيا وشغل الناس منذ مطلع شبابه، وترك بصمة كبرى على صفحةالتاريخ وهو لم يتجاوزالأربعين عاما . شغل سنوات عمره القصير ومنذ وفاة اخيه الصغير بالبطولة النادرة مقارعا الظروف وهو فتى يافع، يوم اقسم على ان يكون طبيباً وهو في التاسعة من العمر . رعى أشقاءه وعائلته وتكفل بتربيتهم وحمايتهم وهو فتى غض، هاجر ودرس وعمل في اوساكا المدينة البعيدة عن جزيرته، اصبح طبيب وبنى مشفاه وبرهن حياته، واصبح عضوا في البرلمان، وقاد المعارضة داخله من اجل مهنة الطب وحياة افضل لليابانيين وجميع البشر، كوّن فلسفته وبدأ ينشر نموذج توكوشوكاي خارج اليابان من اجل الرعاية الطبية والصحية الفائقة لجميع البشر دون تفرقة ولاي سبب كان . جاهد وتعب وأنهك جسده من أجل رسالته، وكان شغله الشاغل أن يجد الجواب لسؤالجوهري وهو: ألم تكن مهنة الطب لخدمة جميع البشر دون تمييزأينما كانوا وبأفضل خدمة ؟. وقد ضمّن هذا التساؤل التاريخي في رسالة توكوشوكاي التي تعتبر اليوم من مفاخر المراكز الطبية في العالم التي تتسمباليقظات الفكر ية والعلمية الطبية والنهضات الصحية الاجتماعية والمواقف الانسانية التاريخية .
 
من الواضح عند تصفحك وتعمقك في أحاديث الدكتور توكودا، في مجمل ما كتبه هنا وفي عشرات الصفحات التي تركها في كتاباته الاسبوعية في الجريدة المركزية لتوكوشوكاي والتي يقرأها ويناقشها الالاف من العاملين صباح كل يوم، تجد انه ترك إرثا إنسانيا يتعدى حدود بلادهليشمل واقع الإنسان الفرد والمجتمع في العالم أجمع، لأن الطروحاتالتي استجساب فيها للتحديات كانت طروحات متقدمة منبثقة عن رؤيةتتعدى العصر وتستوعب معضلات المجتمع البشري في أدق احتياجاته وهو الطب، وأصبحت تمتد امتداد الفلسفات التي تحررت من زمنها وأصبحتمن دلائل استمرار الوجود الاجتماعي . وضع سعادهالمبادئ والأفكار التي صاغها واعتنقها وجعلها أساسا لفلسفة عمل توكوشوكاي، وأطلق عليها « لقد خُلِق جميع البشر متساوون»، فيإطار فلسفي واسع تناول شؤون الحياة ومهنة الطب لخدمة الانسان، وقام بتوزيعها وفق مباديء واضحة، لهاوقع خاص في تطورات الحياة البشرية، بحاجة إلى تحليل وتقويم وموائمة باستمرار، لأنكل فكر لابد ان يتطور بحسب تبدل الحالات والأزمنة .

الصفحات