أنت هنا

قراءة كتاب حكمة الكذب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حكمة الكذب

حكمة الكذب

هذا الكتاب، (حكمة الكذب) للكاتب صولخان سابا أوربيلياني، الذي نقدم ترجمته للقارئ العربي هو واحد من سلسلة الأعمال الأدبية النثرية والشعرية التي بدأ برعايتها فقيد الأدب الجورجي المرحوم ليوان صاغارادزة، السوري، جورجي الأصل الذي رعى ترجمة وإصدار رأس السلسلة (ملح

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 3
ولم يكن البابا أقل حرارة في استقبال ابنة سابا، وقطعت له وعود في فرساي وفي روما.
 
لكن رسالة سابا لم تتوصل إلى نتيجة. إذ ما كاد يصل إلى القسطنطنية في طريق عودته حتى علم بموت لويس الرابع عشر، وباللامُبالاة التي نظر إليها خلفه الملك الجديد إلى مطالب الوفد الجورجي، لأنّ لفرنسا مصالحها الأكثر أهمية مع إيران. وحسب عادة الغرب أُهِملَ الطلب الجورجي، كذلك فعل البابا الزعيم الروحي الغربي، وعاد إلى بلاده ليجد النقمة عليه تعمّ البلاد. وطلبت إليه هيئة الطائفة الأرثوذكسية إعلان إدانة جماهيرية للبابا، لكنّه رفض، وأيَّدَ الملك فاختانك السادس رفضه. وكان قد عاد من إيران واستمرّ في الحكم حتى عام 1719. وكان الإفراج عنه قد تم بإشارة غير مُنتظرة من بطرس الأكبر. واختار فاختانك بعد ذلك أن يعيش لاجئاً في روسيا. وسافر بصحبة عدد كبير من أتباعه، صولخان سابا بينهم. وفي الطريق إلى موسكو مرض صولخان سابا ومات في قصر آرتشيل في فسفياتسكوى، القرية التي أقطعها بطرس لفاختانك. ووجد سابا في ذلك القصر عناية خاصة من الملكة داريجان قبل موته.
 
على الرغم من حياته المُضطربة كانت أعمال صولخان سابا أوربيلياني الأدبية والعلمية من الكثرة بحيث امتلأت بها مكتبات الدولة.
 
من أهم آثاره التي اشتهر بها القاموس الجورجي الجامع الذي رتبه مُتتبعاً أصول الكلمات، وهو العمل الذي كلفّه به الملك جورج السادس ولم يبخل عليه في شيء في سبيل إنجاحه، والذي كتب له عندما استلم مخطوطه: "... لقد باركتُ عملك كثيراً ومازلت أُباركه وأُقدِّره، لأنّ ما أنجزته يجعلني أعتزّ به، لكنني لم أتمكن من فك بعض الكلمات، ولكم أود أن تُعيد نسخه بخط واضح يتيح لي قراءته بسهولة."
 
كان صولخان سابا في السابعة والعشرين من العمر عندما أنجز تأليف الجزء الأول من القاموس الذي استغرق تأليفه ثلاثين سنة. يشرح لنا المؤلف في مقدمته كيف توصّل إلى تأليف هذا القاموس الجامع الثمين فيقول: "لقد حاولت شرح الكلمات مُدققاً معانيها في اللغات اللاتينية واليونانية والإيطالية والأرمنية والروسية والعربية، وكنت أضطرُّ أحياناً إلى إهمال البحث نظراً لأنني لا أعرف غير اللغة الجورجية، وكنت أصوغ الكلمات حسبما كانوا يشرحونها لي ويفسرونها، ولم أتمكن في البداية من العثور على قواميس لاتينية أو يونانية وإلاّ لكنت أتيت بالأفضل."
 
هذا قول منه يدلّ على تواضع كبير، إذا علمنا بأنّ صولخان سابا أوربيلياني كان يُجيد اليونانية والأرمنية والفارسية، وهي اللغة التي كانت في حينه رمزاً للطبقة الراقية.
 
أمّا أعماله الدينية فكثيرة. ولقد خصص لها يوحنا لولاشفيلي كامل الجزء الثالث من دراساته التي نشرها عام 1963 تحت عنوان (أصول وقواعد المسيحية) أو (الباب إلى الجنة). وقد كتب أعماله الدينية شعراً في دير دافيد بابتيست، ولم يرقْ هذا الشعر للمحدثين لأنه يتسم بطابع شعراء القرون الوسطى التي يمكن أن تقارن بأشعار الشاعر الفرنسي بوسسويي في تجديده وجرأته.
 
استعان أوربيلياني بالمعلومات التي علمها خلال سفراته السياسية في تأليف كتاب رحلة إلى فرنسا تعرّض فيها لشؤون الأدب والفن والثقافة من كل نواحيها. ثمّ وضع كتاب رحلة إلى أوروبا تبدأ من جنيف في طريق العودة. لكن لم يُقدَّر لهذين الكتابين أن يكتملا.
 
وبناءً على طلب فاختانك السادس راجع صولخان سابا ونقّحَ ترجمة الكتاب الفارسي كليلة ودمنة، وترجم الأشعار التي تتخللها نظماً، وبرز بها كشاعر متميّز يملك لأول مرّة زمام الوزن والقافية.
 
لكن كتاب (حكمة الكذب) الذي بين أيدينا يتوّج أعماله المنثورة ويضعه فوق قمة الأدب الجورجي.
 
إن طرائف هذا الكتاب تشير إلى مأساة القديسة شوشانيك وآكوب شوتافيلي. ويستدل من عنوانه أنه مُقتبس من الكتاب الهندي (حكمة بالافار) المعروف في الغرب باسم (بارلام وجوزيفات) وكنّا نود أن نربط العنوان بالتراث الجورجي فلم نفلح.

الصفحات