هذا الكتاب موجه بشكل أساسي لحماية الموارد الطبيعية للسواحل والبحار الاستوائية. ومن أجل تسهيل استخدامه ككتاب مصدر، تم تقسيمه إلى ثلاثة أجزاء:
قراءة كتاب البيئة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
البيئة
الصفحة رقم: 1
مقدمة
كنت دائماً أجد راحة في المحيط. فهو يجسد الثبات والاستقرار في عالم متغير ومجهول. ولكنني مثل جميع الذين يجذبهم المحيط، توصلت إلى إدراك أن ما كنت أظنه غير قابل للتغيير، ليس كذلك بل هو هش وعرضة لأن يتغير. وقد لاحظنا وجود أنظمة بيئية تتعرض للاعتداء بسبب الإفراط في تطوير المناطق الساحلية أو بسبب الصيد الجائر أو السياحة المفرطة في الحماسة أو بسبب سذاجة اعتقادنا بأن المحيط يمكن أن يستوعب أي شيء نلقيه به.
قبل عشرين سنة مضت وفي مؤتمر باركس للعالم الثالث الذي عُقد في بالي بإندونيسيا، جمع رودني سالم وآخرون مجموعة أساسية من خبراء إدارة المناطق الساحلية للمحيطات من أجل مناقشة ما كان يعد نسبياً في ذلك الوقت فكرة جديدة: المناطق البحرية المحمية. وقد جاءت الطبعة الأولى من كتاب المناطق الساحلية والبحرية المحمية: دليل المخططين والإداريين كنتيجة لذلك الاجتماع. وقد قدّم هذا الكتاب باقة أفكار تتعلق بالمحافظة على البيئة البحرية، ولعله يتوجب علينا إهداء التقدير لغلاف الكتاب الذي من خلاله أصبح الكتاب يُعرف باسم الكتاب البرتقالي. ومن المدهش أن الكتاب بقي عبر السنين التي تخللت إصدار الطبعات، حياً ومعاصراً ومطلوباً حتى بعد مرور فترة طويلة من نفاد مطبوعته.
في أواسط الثمانينات، كنت أقوم بعمل تطوعي في فيلق السلام في غرب إفريقيا وقد قدمت النصح لحكومة سيراليون حول تطوير المناطق المحمية. وكان الكتاب البرتقالي رفيقي ودليلي، حتى في سياق المحميات البرية، لأنه كان ينطوي على محتوى اجتماعي لتخطيط وإدارة المناطق المحمية أفضل من أي شيء متوفر بين يدي. الزمن وحده سوف يخبر إذا كانت المشاركة مع المجتمعات والتي بنيت جزئياً على الدروس المستقاة من هذا الكتاب، سوف تعطي فائدتها في مجال المحافظة على تلك المحميات، ولكن هؤلاء منا الذين وقفوا على الخطوط الأمامية في أعمال المحافظة على البيئة يعلمون أنه لا يمكن أن يكون هناك أمل أفضل.
وبسبب الرغبة في الاستحواذ على بعض الخبرات التي طرأت منذ صدور الطبعة الأخيرة من ناحية، ومحاولة لرفع الضغط عن ماكنات النسخ والتصوير في منظمة الاتحاد العالمي لحماية الطبيعة والموارد الطبيعية IUCN من ناحية أخرى، تلطف رود سالم وجون كلارك ووافقا على القيام بمراجعة رئيسية للكتاب البرتقالي بمساعدة العديد من الأصدقاء. من المؤكد أن هذا الإصدار ليس كتاباً جديداً ولا هو يسعى إلى تقديم نظرة عامة وشاملة حول آخر النظريات المتعلقة بتطبيق فكرة المحميات للمحافظة على التنوع البيولوجي. ولكن تركيزه أو قيمته الحقيقية تكمن في استحواذه على النواحي العملية المتعلقة بإدارة وتأسيس المحميات البحرية بما فيها نجاحاتها وإخفاقاتها.
واضعاً في ذهني الاحتياجات الخاصة للإداريين في الدول الاستوائية النامية، كان تركيزي على أنظمة البيئة البحرية الاستوائية مثل الحيوانات المرجانية وأشجار المنغروف كما كانت الحالات الدراسية المستخدمة في الكتاب من تلك البيئات الاستوائية نفسها. ومن أجل هذه البيئات والناس الذين يعيشون فيها ويعتمدون عليها في حياتهم، نكرس جهودنا المتجددة لحماية قدرة البيئة البحرية على التكيف من خلال حماية مناطقها الهشة والعالية الإنتاج، واضعين في أذهاننا أننا في النهاية لا ندير البيئة فقط ولكن ندير أنفسنا، وبهذا أودع هذا الكتاب بين أيديكم علّه يكون لكم خير معين ويعزز قدرتكم وعزيمتكم على حماية المحيطات والحياة فيها.