أنت هنا

قراءة كتاب التفكير الناقد

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
التفكير الناقد

التفكير الناقد

إن التفكير الناقد هو مهارة قيمة؛ سواء أكان الذي تقرره هو ما نوع معجون الأسنان الذي يجب أن تستخدمه أو ما هي الأسهم التي يجب أن تشتريها؛ أي عمل يجب أن تسعى من أجله أو أي دورات يجب أن تحضرها؛ أي مرشح تصوت له أو أية قضية تدعم؛ أو أي تقارير تصدقها وأي ادعاءات تر

تقييمك:
3
Average: 3 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 8
التفكير الناقد النزيه (غير المتحيز)
 
إن الفكرة من هذا الفصل هي أنه في مداولاتك يجب أن تحاول أن تتناول القضية بذهن منفتح خالٍ من التحيز والمحسوبية. وسيكون هناك أولئك الذين يرغبون باستغلال مخاوفك وتحاملاتك وتصوراتك المسبقة: المعلنون عديمو الضمير الذين يستغلون مخاوفنا من الخزي الاجتماعي ليقوموا ببيعنا «علاجات» باهظة الثمن وغالباً غير ضرورية لرائحة النفس الكريهة، ورائحة العرق والمخاوف من «التقشر والحكة»؛ وسياسيون يستغلون مخاوفنا ليبيعونا سياسات خارجية مشكوكاً بها؛ ومحامون يأملون أن تحل التحيزات محل الحجج. إن الأمر يقتضي حيطة مستمرة لتجنب استبدال تحيزاتنا بالتفكير المنطقي، ولكن من الضروري أن نقوم بذلك إذا توجب علينا أن نفكر بشكل جيد – في قاعة هيئة المحلفين وفي المختبر والسوق وغرفة الاقتراع.
 
من الطبيعي أن تشعر بتعاطف خاص مع أولئك الذين لديهم أهداف واهتمامات مماثلة. فإذا كنت مؤيداً للحركة القائلة بالمساواة بين الجنسين ومتخرجاً في العلوم الإنسانية من جامعة الولاية التي تنتمي إليها، فقد تشعر بميل مسبق تجاه مؤيد للحركة القائلة بالمساواة بين الجنسين ومتخرج في العلوم الإنسانية من الكلية نفسها. قد يكون ذلك ميل طبيعي، ولكنه ليس ميلاً عادلاً. قد يكون هناك بعض الفاسدين حتى بين المتخرجين في العلوم الإنسانية المؤيدين للمساواة بين الجنسين في جامعة تابعة للولاية، وقد يكون المدعى عليه أحدهم. وقد يكون من الصعب أن تكون عادلاً وغير متحيز تجاه مدعى عليه تماماً على طرفي نقيض منك: رجل أعمال عنيد يعتقد أن العلوم الإنسانية هي مضيعة للوقت وأن مكان المرأة هو في المنزل. قد لا تشعر بتعاطف تجاه مثل هذا الشخص، ولن تكون راغباً في التواجد معه في حفل عشاء صغير. ولكن إذا كان عليك دراسة القضايا بوضوح فيجب أن تحاول أن تضع جانباً ذلك النفور. فالقضية هي إدانة أو براءة الشخص من تهمة معينة، وهذا لا علاقة له بما إذا كنت تحب أو تكره المدعى عليه.
 
قاعة المحكمة ليست مقهى للعازبين
 
بشكل مثالي، يجب أن يبدأ المحلفون من افتراض البراءة، وبدون أي تحيز مع أو ضد المدعى عليه؛ وأن يحاولوا أن يبقوا حياديين إلى أن يتم الاستماع إلى البينة كلها. وقد أخفقت محلفة كندية، (جيليان غيس)، في الحفاظ على تلك الحيادية. وخلال إجراء محاكمة في جريمة قتل حيث عملت كمحلفة، بدأت تشارك المدعى عليه الفراش. وتم الحكم عليها فيما بعد بـ 18 شهراً سجن لإعاقة العدالة.
 
هذه الموضوعية ذاتها مطلوبة عند استماعك إلى محامين في القضية. فقد يكون المدعي العام مغروراً ومحامي الدفاع إنساناً عظيماً. فهذا لا علاقة له بمن سيكون له الحجة الأقوى، ويجب عليك أن تضع جانباً ما تحب وما تكره من أجل التداول بعدالة ودقة حول ميزات الحجة. وبالصعوبة التي قد تبدو بها، فمن الهام بشكل حيوي أن تفصل مصادر الحجة وأساليبها عن محتوى الحجة.

الصفحات