قراءة كتاب الحرب العالمية الأولى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحرب العالمية الأولى

الحرب العالمية الأولى

كتاب "الحرب العالمية الأولى"، في العقد الثاني من القرن العشرين اندلعت حرب لم يشهد تاريخ البشرية لها مثيلا من قبل، لا من حيث مساحة رقعة عملياتها، ولا من حيث نوع الأسلحة المستخدمة فيها، ولا من حيث عدد القتلى والجرحى الذين سقطوا فيها.

تقييمك:
2
Average: 2 (1 vote)
الصفحة رقم: 3
لكن الصورة تغيّرت خلال القرن التاسع عشر، عندما عانت تركيا من أزمة قوية، وعاش المسيحيّون من سكانها حياة بائسة، مما لفت اهتمام الرأي العام الأوروبي. وقد ترافق هذا مع قيام ما سمّي بالتحالف المقدس بين روسيا والنمسا وبروسيا بعد الانتصار على نابليون بونابرت، إذ كانت روسيا تطمع بإدارة المسائل الأوروبية والدولية. وقد أعلن التحالف المقدس في اجتماعه المنعقد في فيرونا سنة 1822، قيام الانتفاضة الوطنية في اليونان ضدّ السيادة التركية، كثورة «ضد الحاكم الشرعي». وبعدها مباشرة، بدأت روسيا والنمسا وفرنسا وإنكلترا الأعمال العسكرية ضدّ تركيا. لكن الحرب الحقيقية بدأتها روسيا براً وبحراً. فحصلت بموجب صلح أدرنة سنة 1829، على مصب نهر الدانوب وبعض الأراضي. وهكذا فإن تحرير اليونان ودعم الحكم الذاتي للإمارات الدانوبية وصربيا، عززا الوجود الروسي في البلقان وأشعلا المنافسة بين النمسا وإنكلترا من ناحية وروسيا من ناحية أخرى. ومنذ تلك اللحظة، بدأت أوروبا الغربية تعمل بصورة عدائية ضد الضغط الروسي على السلطنة العثمانية.
 
وعندما استطاعت روسيا فرض مشروعها على الحكومة العثمانية، في مسألة تنظيم المضايق على البحر الأسود سنة 1833، شعرت إنكلترا وفرنسا بأنهما الخاسرتان، فاحتجتا لدى روسيا التي اضطرت للتراجع. وكان القيصر نيقولا الأول قد جدد مطامحه، ولكن، هذه المرة، كراع وحام للأماكن المسيحية المقدسة في فلسطين ولجميع المسيحيين من رعايا السلطنة. وهكذا لم تتوقف سياسة بطرسبرغ في أي وقت في منطقة البلقان، خاصة في الدفاع عن السكان المسيحيين فيها. وبفضل جهود الدبلوماسي الروسي الكونت ايفنايتوف، قام السلطان العثماني بإصدار فرمان بإنشاء الإكساركية البلغارية سنة 1870 (الكنيسة البلغارية المستقلة) التي ساهمت في ما بعد بدعم النفوذ الروسي في بلغاريا.
 
وجاءت انتفاضات البوسنة - الهرسك، والحرب التركية - الصربية، وانتفاضة نيسان البلغارية (1875-1876) لتجذب اهتمام أوروبا نحو «المشكلة الشرقية». فقد توافقت وجهات النظر الأوروبية بأنه على السلطات التركية أن تقوم ببعض الإصلاحات الديمقراطية، ما عدا روسيا التي كانت على استعداد لتحمل مخاطر قيام حرب مع العثمانيين. فقد نجحت الدبلوماسية الروسية في تأمين حياد الدول الأوروبية التي كانت تعتمد عليها في «التقاط حبات الكستناء من النار» توصلا لاقتسام التركة العثمانية. لكن إنكلترا والنمسا - المجر كانتا تحرصان على عدم زوال الدولة العثمانية، فعملتا على تهديد روسيا بشن الحرب. فتدخلت الدول الأوروبية الأخرى خلال سنة 1878، وتداعت إلى عقد اجتماع في برلين.

الصفحات