ربما هي التجربة الأولى من نوعها والتي ستتسنّم الريادة، تجربةُ عناقِ القصةِ القصيرةِ بالقصيدة بين دفتيّ كتابٍ واحد.
أنت هنا
قراءة كتاب طائر بلا روح
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 2
طائر بلا روح
كوكو.. كوكو.. كوتو.. كوكو...
ثم يختفي حلقهُ الضارب في الحمرة خلفَ باب كوةٍ مغرق في الصّغر، فيما يصلني صوت أخي:
- الرّابعة تماماً..
- وكيف تعرف ذلك؟.
يضحكُ ساخراً ويقول:
- أحسبْ عدد زقزقاته، الحاصلُ معك هو وقتُ السّاعة.
- الواحدة.. الثانية.. الثالثة.. الرابعة.. الخامسة.. السادسة.. الـ………
ثم يلتبس الأمر عليّ، تضيع حسابات الوقت بين إرهاف السمع إلى شدوه وملاحقة عينيّ لحركة أصابعي.. وأفيق على ذلك الباب وهو يُغيّب خلفه سحر حلقه، فيما البندول متأرجحٌ بإيقاعه المنتظم .
آمنت بالحركة قضاءً، وبشدو حلقه قدراً، ولاحقته في مرات كثيرة بعينيّ حد التيه.. الغريب أنني أعود إلى نقطة الهدوء فيما يكفر هو بسكونه.. في مرات سمعتُ والدي يسأل:
- كاش ما عمّر واحد فيكم الساعة؟
يدور الصمت ويمضي إليها وهو يهدر:
- كيفاش تعملوا في غيابي؟.
أنقل عيني إلى سحنة والدتي لأقرأ أثر العتب، فلا ألقى على وجهـها ما ينذر بالقلق.. يقترب هو من الوقت وبحركة سحرية يسحب سلسلتها المنتهية بثقل قطعة حديدية في حجم حبة صنوبر.