أنت هنا

قراءة كتاب اغمض عينيك لترى

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
اغمض عينيك لترى

اغمض عينيك لترى

المجموعة الشعرية "اغمض عينيك لترى" للشاعرة اللبنانية جولييت أنطونيوس، الصادرة عن مؤسسة الرحاب الحديثة للنشر والتوزيع، نقرأ من أجوائها:
حبيبي..
أُرسل إليك الريح
ارتديها
وتعطّر برائحة التراب
فهذا المساء

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 2
وتعتمد جولييت أنطونيوس على تشكيلٍ إيقاعي متناغم في توزيع الأسطر الشّعريّة من خلال المراوحة خاصّة بين التّكثيف والانتشار والتّماثل الصّوتي بين الحروف والتّراكيب.. ويستجيب الفضاء الشّعري إلى ما يشبه الانفلات من الضّيق إلى الامتداد، من القلق إلى اليقين ومن الواقع إلى الحلم.. تحـضر التّداعيات واللّوحات والرّسومات لتثري المونولوج الداخلي والحركة السّرديّة المتنامية في القصائد.. هيّ اللّغة تحفر في الذّاكرة وتسكن الحلم الإنسانيّ العام فترد حيّة، عاشقة لا لبس أو غريب فيها، تعيش في عصرها، أنثى وعمقاً ودهشة.. تلك هيّ لغة الشّعر التي تحتاجها الأذن و يباركها الفكر.. أن تكون سهلة مستعصية تجري مثل الماء، به كلّ الألوان وفيه كلّ العذوبة...
 
"كلّ شيء يبدأ..
 
عندما أغمض عينيّ
 
لا أغمض عينيّ لأنام!
 
بل لأحيا.."
 
ديوان "اغمض عينيك لترى" للشّاعرة جولييت أنطونيوس يحتضن الأنا كما يحتضن الأنت والأفق والمواسم والحياة في نبضها و أشواقها و رهاناتها و أسئلتها.. لا تنشغل الشّاعرة بالرّجل بقدر انشغالها بالإنسان، لا تهيم بالعاشق بقدر ما تضمّخ أنفاسها بالعشق.. لا تهدي انتظاراتها للحرب والعزلة والموت بقدر ما تهبها للسّلام و الحريّة والوطن.. فلبنان هوّ تلك الشّجرة المترامية التي تنشر الظّلال و تحمي شرايين الحياة..
 
جولييت أنطونيوس في مغامرتها الإبداعيّة الجديدة واعية بالحركة الدّاخليّة لهندسة قصائدها.. تستدعي الماضي لتفكّ شفرات الآتي والمنتظر.. توظّف الإشارة والتّلميح لتكشف أقنعة الحاضر وتستخدم الأصوات المتعدّدة لتكون الرّؤيا واعية ومتبـصّرة بما سيأتي و بما سيكون...
 
بقلم الكاتب محمّد عيسى المؤدّب
 
تونس في 15 أكتوبر 2013

الصفحات