أنت هنا

قراءة كتاب بين يهوه وأيوب

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
بين يهوه وأيوب

بين يهوه وأيوب

يحتل كتاب "بين يهوه وأيوب" مكانة نادرة بين أعمال يونغ، فهو أكثر ما كتب يونغ عاطفية وجدلية في آنٍ معاً. ودونما ادعاءٍ بتصريحاتٍ علمية متزمتة، هو كتاب يتضمن التأملات الأكثر عمقاً، والناجمة عن شعورٍ مكثفٍ بالالتزام الداخلي.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 1
مقدمة المحرر
 
يحتل كتاب "بين يهوه وأيوب" مكانة نادرة بين أعمال يونغ، فهو أكثر ما كتب يونغ عاطفية وجدلية في آنٍ معاً. ودونما ادعاءٍ بتصريحاتٍ علمية متزمتة، هو كتاب يتضمن التأملات الأكثر عمقاً، والناجمة عن شعورٍ مكثفٍ بالالتزام الداخلي. لقد كتب يونغ في واحدة من رسائله: "الحافز وراء كتابي هذا كان شعوراً ملحّاً ومتزايداً بالمسؤولية، وفي نهاية الأمر لم أتمكن من مقاومته"(1).
 
كان يونغ مدركاً تماماً للسمات الجدلية لأفكاره، وللعدائية التي ستوقظها حتماً، فقاوم كتابة المخطوط لأعوامٍ طويلة، إذ كان مدركاً لحجم العائق الذي قد يعنيه الكتاب للكثيرين، بمن فيهم من كان يحترم نظرياته غير التقليدية. لكن، عند كتابته لهذا المخطوط، شعر يونغ بأنه أداة لدى قوة تطغى عليه: "إن كانت الروح التي تقبض على الإنسان من عنقه موجودة حقاً، فهي الروح التي قبضت عليّ لكتابة هذا المخطوط"(2)
 
وفي الوقت ذاته، كان الكتاب عبارة عن جدل بالغ الذاتية والعاطفية بالنسبة ليونغ، إذ حاول من خلاله صياغة إجاباته عن أسئلة تتصل بالشر والغموض في الصورة الإلهية بوجهيها: المشرق والمظلم معاً، وهي مسائل شغلت تفكير يونغ طيلة حياته. بمعنىً ما، فإن هذا الكتاب هو محاولة لتجربة شخصية مكثّفة ينشد يونغ من خلالها التصالح مع هذا الإله المتناقض الذي سمح بأن يصبح خادمه المطيع أيوب مادة للرهان مع الشيطان، وسمح بالمعاناة غير المحكية لملايين البشر في زمان عاشه يونغ.
 
وفي رسالته إلى هـ. شار والمؤرخة بـ 16 تشرين الثاني/نوفمبر 1951 كتب يونغ: "كان لزاماً عليّ تحرير ذاتي (...)، إذا أمكنني قول هذا، لأتمكن من إيجاد ذلك الانسجام في ذاتي والذي ينشده الله من خلال الإنسان. الأمر يشبه رؤيا سمعان، اللاهوتي، الذي بحث عن الله في كل مكان في العالم بلا جدوى، إلى أن أشرق الله مثل شمسٍ صغيرة داخل قلبه."
 
من هذا الجانب من المسؤولية العميقة، والبحث العاطفي عن الحقيقة، تتوجب مقاربة وفهم هذا الكتاب، فقراءته بهكذا وعي ستكشف عن قيمته الكاملة.
 
حزيران/يونيو 1972
 
غيرهارد أدلر

الصفحات