كتاب " فتيان الزنك " ، تأليف : سفيتلانا أليكسييفيتش ، ترجمة :
أنت هنا
قراءة كتاب فتيان الزنك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
- «ما هذا؟».
* «إنه جرح خفيف، مامكا».
وفيما بعد، علمتُ بعد المحاكمة أنه قطع شرايينه في أثناء التدريبات العسكرية. كان في أثناء التدريبات يقوم بمهمَّة جندي الإرسال اللاسلكي، لم يتسنَّ له وضع جهاز اللاسلكي فوق شجرة، ولم ينفِّذ ذلك في الفترة الزمنية المطلوبة، فأرغمه الرقيب على أن يستخرج من المرحاض خمسين دلواً والمرور بها أمام صف زملائه. فبدأ بحملها وأُصيب بالإغماء. وفي المستشفى كان التشخيص أنه مصاب باضطراب نفسي خفيف. وآنذاك حاول ليلاً قطع شرايين يديه. في المرَّة الثانية في أفغانستان... جرى فحص جهاز اللاسلكي قبيل التوجُّه في غارة فتبيَّن أنه مُعطَّل، وفُقدت بعض الأجزاء النادرة غير المتوفِّرة، وقد انتزعها أحدهم... من؟ واتهمه الآمر بالجبن، وبأنه أخفى الأجزاء بغية عدم مرافقة الجميع. هناك كانوا يسرقون حاجيات بعضهم البعض، وكانوا ينتزعون القطع الاحتياطية من السيَّارات ويحملونها إلى الدكاكين لبيعها. وكانوا يشترون المخدِّرات، المخدِّرات والسجائر. وكانوا يعانون من الجوع دوماً.
وبثَّ التلفزيون برنامجاً حول المغنِّية إديث بياف، وقد شاهدناه سوية.
سألني: «ماما هل تعرفين ما هي المخدِّرات؟».
فأجبته كاذبة: «لا»، إذ كنت أراقبه لمعرفة ماذا إذا كان يدخِّنها.
لم توجد أية آثار. لكنهم كانوا في أفغانستان يتعاطون المخدِّرات، أنا أعرف ذلك.
وسألته مرَّة: كيف الأوضاع في أفغانستان؟