أنت هنا

قراءة كتاب الإسلام والغرب وجها لوجه

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإسلام والغرب وجها لوجه

الإسلام والغرب وجها لوجه

الحمد لله حمدا يبلغني رضاه، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد خير من اصطفاه، وعلى آله الطيبين، وصحبه المخلصين الصادقين، وعلى من اتبع هداه إلى يوم الدين!.
أما بعد:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 6
موقفان متباينان بعد النصر
 
ونحب هنا أن نقف وقفة قصيرة أمام ما فعله الصليبيون حين استولوا على بيت المقدس، وما فعله المسلمون حين قاموا بتحريرها منهم.
أما الصليبيون ، فقد استعملوا كل أسلوب من أساليب الهمجية والتدمير والسلب والنهب، وكانوا يتسلون بقتل الأطفال وتقطيع أوصالهم وشيّهم على النار. يقول الدكتور غوستاف لوبون:
(... واقترف هؤلاء (الصليبيون) من الجرائم نحو المسلمين والنصارى ما لا يصدر عن غير المجانين، من الاعمال الوحشية، وكان من أحب ضروب اللهوِ اليهم: قتل من يلاقون من الاطفال، وتقطيعهم إِرباً إرباً وشيهم كما روت آن كومنين)( ).
ويقول:
( ويدل سلوك الصليبيين في جميع المعارك على انهم من اشد الوحوش حماقة: فقد كانوا لا يفرقون بين الحلفاء والأعداء، والاهلين العزل والمحاربين، والنساء والشيوخ والاطفال، وقد كانوا يقتلون وينهبون على غير هدى)( ).
ولولا خشية الاطالة لذكرت الكثير مما ذكره (لوبون)، مما تشيب لهوله الولدان.
ويقول غليوم الصوري:
(إن الصليبيين كانوا من السفهاء الفاسدين، والملاحدة الفاسقين، ولو أراد كاتب أن يصف رذائلهم الوحشية، لخرج من طور المؤرخ ليدخل في طور القادح الهاجي)( ).
وأما المسلمون، فقد كان موقفهم على العكس تماما. فهذا صلاح الدين الأيوبي بعد أن حرر القدس الشريف بذل للصليبيين الأمان لأنفسهم وأموالهم، وسمح لمن يريد الخروج أن يخرج لقاء مبلغ زهيد يدفعه الاغنياء منهم، وأطلق سراح الفقراء من غير فدية، وعامل النساء أفضل معاملة، وسمح للبطريرك الافرنجي أن يخرج ومعه أموال البيع، والصخرة، والأقصى، والقيامة...( ).

الصفحات