قراءة كتاب الإسلام والغرب وجها لوجه

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الإسلام والغرب وجها لوجه

الإسلام والغرب وجها لوجه

الحمد لله حمدا يبلغني رضاه، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد خير من اصطفاه، وعلى آله الطيبين، وصحبه المخلصين الصادقين، وعلى من اتبع هداه إلى يوم الدين!.
أما بعد:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 7
الصليبيون يستعينون بالمغول وتسقط بغداد
 
لقد تعبت الزحوف الصليبية في قتالها ضد المسلمين، وأصابها الضعف، وانهارت نفسية كثير منهم، ولم تحقق حملاتهم ما كانت تصبو إليه من استئصال الإسلام، والسيطرة على كثير من اجزاء العالم الإسلامي، وقد توقف قسم من ملوك اوربا عن مدهم بالقوة، وهم يرون قواتهم تتهاوى أمام المسلمين. ونظر أمراؤهم، فرأوا المغول يزحفون على العالم الإسلامي، متخذين الهمجية والتدمير منهجا لهم؛ فرأوا أن يعقدوا معاهدة معهم للتعاون فيما بينهم لغزو العالم الإسلامي. وهكذا كان. فما ان بدأ المغول باجتياح قسم من البلاد الإسلامية، حتى قام الصليبيون بحملتهم على مصر، ونجحوا في احتلال (دمياط). ولولا الغزو المغولي لبغداد لما تمكنوا من ذلك.
وبعد ذلك الحلف غير المقدس، انطلقت قوات المغول نحو بغداد، ونجحت في احتلالها، وقد سهل لهم الاحتلال (ابن العلقمي) وزير المستعصم بالله، ذلك الذي خان الله ورسوله ومن بوأه منصب الوزارة: فكاتب التتر، وأطمعهم في احتلال بغداد . وهكذا سقطت بغداد بأيديهم، وغرقت بالدماء، وقتل العلماء والزهاد، وهتكت الأعراض، وتعطلت الصلاة في المساجد، واحرقت الكتب، وخربت البلاد، وقدَّر المؤرخون أن من قتل من المسلمين يربو على المليون. واستمرت الجرائم مدة اربعين يوما هكذا، وخلت الطرقات الا من جثث القتلى...! وكان هذا ثمرة من ثمرات تحالف بين الصليبيين والمغول، وقتل آخر الخلفاء العباسيين (المستعصم بالله). ولم يقف الزحف المغولي عند حدود بغداد، بل واصل مسيرته ليجتاح الشام ومصر، ولكن الله هيأ رجالاً قادوا المعركة الفاصلة في (عين جالوت) التي اندحر فيها الغزو المغولي ايّ اندحار!. وقد وصف السيوطي فاجعة بغداد بقوله:
(حديث يأكل الأحاديث، وخبر يطوي الاخبار، وتاريخ ينسي التواريخ، ونازلة تصغّر كل نازلة، وفادحة تطبق الأرض، وتملأها ما بين الطول والعرض).( ).
حقا لقد كان للصليبيين الدور الكبير في هذه الفاجعة، وهذا ما اعترف به مؤرخوهم ودهاقنتهم، فقال(الاسقف دي سيسل).
(لقد كانت الحملة على الإسلام والعرب، حملة صليبية بالمعنى الكامل لها، وقد هلل لها الغرب، وارتقب الخلاص على يد (هولاكو) وقائده المسيحي (كتبغا)، الذي تعلّق أمل الغرب عليه؛ لتحقيق القضاء على المسلمين، وهو الهدف الذي أخفقت في تحقيقه الجيوش الصليبية، ولم يعد للغرب أمل في بلوغه الا على يد التتار خصوم المسلمين)( ).

الصفحات