أنت هنا

قراءة كتاب ربنا وتقبل دعاء

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ربنا وتقبل دعاء

ربنا وتقبل دعاء

(وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ) قال ابن عباس: (المراد يذكرون الله في أدبار الصلوات، وغدواً وعشياً، وفي المضاجع، وكلما استيقظ من نومه، وكلما غدا أو راح من منزله ذكر الله تعالى)

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المأمون
الصفحة رقم: 2

دعاء بر الوالدين

الحمد لله الذي أمرنا بشكر الوالدين والإحسان إليهما، وحثنا على اغتنام برهما واصطناع المعروف لديهما، وندبنا إلى خفض الجناح من الرحمة لهما إعظاماً وإكباراً، ووصانا بالترحم عليهما كما ربيانا صغاراً.
اللهم ارحم والدينا (ثلاثاً) واغفر لهم، اللهم وارض عنهم رضا تحلّ به عليهم جوامع رضوانك، وتحلّهم به دار كرامتك وأمانك، ومواطن عفوك وغفرانك وتُسبغ عليهم لطائف برك وإحسانك.
اللهم اغفر لهم مغفرة جامعة تمحو بها سالف أوزارهم وسيء إصرارهم، اللهم وارحمهم رحمة تنير لهم بها المضجع في قبورهم، وتؤمّنهم بها يوم الفزع عند نشورهم.
اللهم تحنّن على ضعفهم كما كانوا على ضعفنا متحننين، اللهم وارحم انقطاعهم إليك كما كانوا لنا في حال انقطاعنا إليهم راحمين، اللهم وتعطف عليهم كما كانوا علينا في حال صغرنا متعطفين، اللهم واحفظ لهم ذلك الود الذي أشربته قلوبهم، والحنان الذي ملأت به صدورهم، واللطف الذي شغلت به جوارحهم، اللهم وجازهم على ذلك السعي الذي كانوا فينا ساعين، والرعي الذي كانوا لنا راعين، أفضل ما جزيت به السعاة المصلحين والرعاة الناصحين.
اللهم وبرَّهم أضعاف ما كانوا يبرّوننا، اللهم وانظر لهم بعين الرحمة كما كانوا ينظروننا، اللهم وهب لهم ما ضيّعوا من حق ربوبيتك بما اشتغلوا به في حق تربيتنا، اللهم وتجاوز عنهم ما قصّروا فيه من حق خدمتك بما آثرونا به في حق خدمتنا، اللهم واعف عنهم ما ارتكبوا من الشبهات من أجل ما اكتسبوا من أجلنا، اللهم ولا تؤاخذهم بما دعتهم إليه الحميّة من الهوى لما غلب على قلوبهم من محبتنا، اللهم والطف بهم في مضاجع البلى لطفاً يزيد على لطفهم في أيام حياتهم بنا.
اللهم وما هديتنا له من الطاعات، ويسّرته لنا من الحسنات، ووفّقتنا له من الدعوات، ووفّقتنا له من القربات، فنسألك اللهم أن تجعل لهم منها حظاً ونصيباً، وما اقترفناه من السيئات، واكتسبناه من الخطيئات، وتحملناه من التبعات، فلا تلحقهم منا بذلك حوباً، ولا تحمل عليهم من ذنوبنا ذنوباً.
اللهم وكما سررتهم بنا في الحياة فسرهم بنا بعد الوفاة، اللهم ولا تبلغهم من أخبارنا ما يسوؤهم، ولا تحملهم من أوزارنا ما ينوؤهم، اللهم وسُرَّ أرواحهم بأعمالنا في ملتقى الأرواح، إذا سُرَّ أهل الصلاح بأبناء الصلاح.
اللهم وما تلونا من تلاوة فزكيتها، وما صلينا من صلاة فتقبلتها، وما تصدقنا من صدقة فنمَّيتها، وما عملنا من أعمال صالحة فرضيتها، فنسألك اللهم أن تجعل حظهم منها أكبر من حظوظنا، وقَسْمَهم منها أجزل من أقسامنا، وسهمهم من ثوابها أوفر من سهامنا، فإنك وصيتنا ببرِّهم، وندبتنا إلى شكرهم، وأنت أولى بالبر من البارّين، وأحق بالوصل من المأمورين.
اللهم واجعلنا قرة أعين لهم يوم يقوم الأشهاد، اللهم وأسمعهم من أطيب النداء يوم التناد، واجعلهم بنا من أغبط الآباء بالأولاد، حتى تجمعنا وإياهم والمسلمين جميعاً في دار كرامتك، ومستقر رحمتك، ومحل أوليائك، مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً ذلك فضل الله وكفى بالله عليماً.
(‏سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ‏) .
وصلِّ الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.

الصفحات