أنت هنا

قراءة كتاب الحبشي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
الحبشي

الحبشي

كتاب "الحبشي"، يقول الكاتب في مقدمته: إن من أشد ما بليت به الأمة في تاريخها الطويل: الأفكار والحركات المنحرفة التي تنتسب إلى الإسلام فتسيء إليه، وتخفي محاسنه، وتكون طريقاً للمنحرفين ليفسدوا فيه، ولقد وجد الانحراف الفكري والمسلكي في شتى فترات التاريخ الإسلام

تقييمك:
5
Average: 5 (2 votes)
الصفحة رقم: 1

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن من أشد ما بليت به الأمة في تاريخها الطويل: الأفكار والحركات المنحرفة التي تنتسب إلى الإسلام فتسيء إليه، وتخفي محاسنه، وتكون طريقاً للمنحرفين ليفسدوا فيه، ولقد وجد الانحراف الفكري والمسلكي في شتى فترات التاريخ الإسلامي، بدءاً بظهور الخوارج والشيعة زمان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وانتهاء ببعض الأفكار والحركات المنحرفة في هذا الزمان؛ كالقاديانية والبهائية والبابية.
ولقد عملت تلك الحركات المنحرفة على إحداث البلبلة في حياة المسلمين وتشكيكهم في دينهم، وإفساد ما بينهم من صلات قربى، كما أن بعضها قد ارتمى في أحضان أعداء المسلمين؛ من مستعمرين وغيرهم، وحسب نفسه معهم، وتطوع للدفاع عنهم، وربط مصيره بمصيرهم، كما أن بعضها قد ربط نفسه ببعض الأنظمة الموجودة في بلاد المسلمين؛ فيعمل على مناصرتها ضد أولياء الله، ويفتي لها بأن تفعل ما تشاء، فأوغر صدورها على الدعاة إلى الله، وشوه صورة الإسلام في نفوسها.
ولقد كان من تلك الجماعات المنحرفة فرقة الأحباش المنسوبة إلى الشيخ الحبشي الموجود في لبنان، ثم هاجر منها إلى الأردن، وهي فرقة قد أحدثت فتنة عظيمة في لبنان والأردن، وما أظن فتنة دخلت الأردن والبلاد العربية توازيها أو تساويها في الأذى، وقد كثر السؤال عنها والاستفسار عن أفكارها لأنها قد بدأت تغزو مدن الأردن وقراه، وتقدم للناس إسلاماً غريباً وفهما عجيباً وترخصاً أكيداً، وفتنة عمياء، كما طال سكوت العلماء عنها؛ لذا رغبت في التعريف بها، وبيان أفكارها، بقصد التحذير منها والنصح للمسلمين في هذا البلد لأن لهذه الفرقة ما بعده، ولها من الفتنة ما لا يعلمه إلا الله تعالى.
ومن الله تعالى أرجو العون والسداد، فإن أصبت فذلك من الله تعالى، وله الحمد على ذلك، وإن أخطأت فذلك من الشيطان، وأستغفر الله تعالى من ذلك.
والله المستعان وعليه التكلان.

الصفحات