كتاب "حوار هادئ ومثمر - محمد وأحمد"، لماذا هذا الكتاب؟ لأمر واضح لا خفاء فيه؛ لنبين الحق الصريح من الباطل المزيف، ولمعرفة الصواب من الخطأ، ولإعلام العالَم بأن ديننا واحد، وإن حاول البعض ممن ينتسب إلى العلم، التمسك بالمختلف فيه.
أنت هنا
قراءة كتاب حوار هادئ ومثمر - محمد وأحمد
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
![حوار هادئ ومثمر - محمد وأحمد حوار هادئ ومثمر - محمد وأحمد](https://files.ektab.com/php54/s3fs-public/styles/linked-image/public/book_cover/ot8f.jpg?itok=lrQ79fct)
حوار هادئ ومثمر - محمد وأحمد
العقيدة السليمة وتكفير المسلمين
محمد: لنتحاور يا أخي الكريم بصدق ووضوح حول قضية مهمة جداً وحساسة في أي مجتمع مسلم، فأرجو أن يتسع صدرك لسماعها.
أحمد: لم نتحاور يا أخ محمد إلا لبلوغ الحق والنصح فيما بيننا، ولنبتعد عن التعصب الأعمى.
محمد: هذا هو العهد بك، فأريد أن أستوضح منك السبب في كثرة التكفير ورمي هذه الكلمة العظيمة جزافاً على أهل القبلة، مع أن الأصل في ديننا أن نحسن الظن بالمسلمين، ونعذرهم على اجتهادهم في التقرب إلى الله!
أحمد: تعلم يا أخ محمد أن أظلم الظلم الشرك، وأعدل العدل التوحيد، وأن النبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة يدعو الناس إلى قضية واحدة وهي قوله تعالى: ((اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ)) [الأعراف:65]، وهو لم يأمرهم بالوضوء أو الزكاة أو الحج وغيرها من الأمور في بادئ الأمر، إذًا دعوته عليه الصلاة والسلام في بدايتها كانت على هذا النحو لتثبيت التوحيد في صدور الصحابة، وكل شيء يأتي بعد التوحيد تباعاً.
محمد: هذا معلوم ولا لبس فيه، ولكن لم التنفير باستخدام التكفير في وجوه المسلمين؟
أحمد: على ضوء الذي قرأته وتصفحته من كتب، وجدت أن طائفة من علماء الشيعة هم أكثر استخداماً للفظة التكفير بشكل ملحوظ وخطير على عوام المسلمين وعلمائهم، ومثال ذلك: كلام حسين النجفي في جواهر الكلام (6/62) والذي يقول فيه: (والمخالف لأهل الحق -أي: الشيعة - كافر بلا خلاف).
محمد: لندع مثل هذه الأقوال ولننظر إلى سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله في هذا الشأن.
أحمد: المتتبع لسيرة النبي صلى الله عليه وسلم وكيفية تربيته لأصحابه رضي الله عنهم يجد أن النبي صلى الله عليه وسلم كان تنبيهه وتحذيره من أي فعل مشابه للشرك سريعاً وحاسماً، سداً وحماية لجناب التوحيد من الخدش أو الشرك، فإن الله سبحانه يقول: ((إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)) [النساء:48]، فكل ذنب هين بمقابل الشرك بالله.
محمد: لنتفق على المعنى المقصود بكلمة الشرك التي يدور الحديث حولها.
أحمد: الشرك كما هو معلوم في اللغة العربية من الشريك أي: بمعنى أن يتخذ الإنسان مع الله نداً أو مساوياً في عمله أو جميع أمره، وقد بين الشرع هذا المعنى من ذكر آيات كثيرة تظهر فعل أهل مكة من اتخاذهم الأصنام، يدعونها ويعبدونها كعبادة الله، فالشرك هو صرف الفعل أو القول أو الاعتقاد بوحدانية الله وجعلها لغيره، أو جعل غيره مساو له.
فإذا حلف إنسان بغير الله فقد أشرك بقوله، وإذا ذبح لغير الله فقد أشرك بفعله، فإذا اعتقد بأن ما حلف به أو ما ذبح له نداً لله سبحانه ينفع ويضر من دون الله، فقد خرج هذا الشخص من ملة الإسلام إلى ملة الكفر، فإن كان جاهلاً، فينبغي تحذيره وتعليمه أن هذا الفعل لا يجوز وهو محرم، حتى وإن قصد التبرك ونواه لله.
فالدعاء والاستغاثة والطواف والحلف والنحر والصلاة والحج وغيرها من العبادات لا تعمل إلا لله، وهذا ما خالف عليه النبي صلى الله عليه وسلم طوال عقد من الزمان أهل مكة وحاربهم عليه.
محمد: هذا من المعلوم عند علماء الشيعة، فما الجديد فيما قلته؟
أحمد: ما قلته جديد على مسامع جمع من رجال الدين الشيعة، بل إن البعض خص الشرك بتعريف جديد، كتعريف يوسف البحراني في الحدائق الناضرة (18/153) له بقوله: (وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله سبحانه ورسوله وبين من كفر بالأئمة عليهم السلام مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين).
محمد: الأقوال الشاذة من قبل بعض رجال الدين ليست بحجة في الاستدلال فلم نسمع أحداً من العلماء لم يأمر بالتوحيد وعدم الشرك بالله، أو حتى تهاون في هذا الجانب.
أحمد: المثال يوضح المقال:
الخميني طرح سؤالاً في كشف الأسرار (ص:60) وأجاب عنه بنفسه ليبين معتقده بهذا الشأن فقال: (هل طلب الشفاء من التربة شرك؟) ثم أجاب: (إن الإجابة عن هذا السؤال تتوضح من خلال ما يحمل الشرك من معنى، فقد عرفتم بأن الشرك هو أن يكون مع الله أحد أو عبادة أحد أسوة بعبادة الله، أو طلب الحاجة من أحد على أساس كونه إلهاً أو شريكاً لله أو له استقلالية في التأثير، ولكن ذلك لا يعد شركاً ولا كفراً، إذا ما تم الطلب على أساس أن الله قادر على أن يستجيب للطلب من خلال من يتفانى من أجل دينه، وخسر روحه من أجله تعالى) فهل تعلم يا أخ محمد ماذا فتح هذا الكلام وأباح؟