كتاب قصص الأنبياء الجزء الأول للكاتب والمؤلف أبن كثير، يتناول فيه ابن كثير قصص الأنبياء والرسل، جمعها في كتاب، ليسهل الانتفاع بها، وقد بين قصصهم - عليهم السلام - من خلال ما جاء في آيات القرآن والأحاديث النبوية والمأثور من الأقوال والتفاسير
أنت هنا
قراءة كتاب قصص الأنبياء الجزء الأول
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
بلى، وكتبت علي أن أعمل هذا؟ قيل له بلى، قال أفرأيت إن تبت هل أنت راجعي إلى الجنَّة؟ قال: نعم. ثم قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.
وروى الحاكم أيضاً والبيهقي وابن عساكر من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه عن جده عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم: "لما اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمد أن تغفر لي". فقال الله: فكيف عرفت محمداً ولم أخلقه بعد؟ فقال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك، ونفخت في من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلا الله محمد رسول الله، فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحب الخلق إليك.فقال الله: صدقت يا آدم، إنه لأحب الخلق إلي، وإذ سألتني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك. قال البيهقي: تفرد به عبد الرحمن بن زيد بن أسلم من هذا الوجه وهو ضعيف. والله أعلم.
وهذه الآية كقوله تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى. ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى}.
ذكر احتجاج آدم وموسى عليهما السلام
قال البُخَاريّ: حَدَّثَنا قتيبة، حَدَّثَنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: حاج موسى آدم عليهما السلام فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنَّة وأشقيتهم.
قال آدم: " يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي قبل أن يخلقني"؟.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فحج آدم موسى".
وقد رواه مسلم عن عمرو الناقد، والنسائي عن مُحَمْد بن عبد الله بن يزيد، عن أيوب بن النجار به. قال أبو مسعود الدمشقي: ولم يخرجا عنه في "الصحيحين" سواه.
وقد رواه أحمد، عن عبد الرزاق عن معمر، عن همام، عن أبي هريرة، ورواه مسلم عن مُحَمْد بن رافع، عن عبد الرازق به.
وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنا أبو كامل، حَدَّثَنا إبراهيم، حَدَّثَنا
أبو شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم: "احتج آدم موسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنَّة؟. فقال له آدم: وأنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه تلومني على أمر قدّر علي قبل أن أخلق؟ قال رسول الله صلى اللَّه عليه وسلم: "فحج آدم موسى" مرتين.
قلت: وقد روى هذا الحديث البُخَاريّ ومسلم من حديث الزهري عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
وقال الإمام أحمد: حَدَّثَنا معاوية بن عمرو، حَدَّثَنا زائدة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "احتج آدم وموسى، فقال موسى: يا آدم أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، أغويت الناس وأخرجتهم من الجنَّة". قال: فقال آدم: "وأنت موسى الذي اصطفاك الله بكلامه تلومني على عمل أعمله، كتبه الله علي قبل أن يخلق السماوات والأرض"؟ قال فحج آدم موسى".
وقد رواه الترمذي والنسائي جميعاً عن يحيى بن حبيب بن عدي، عن معمر بن سليمان، عن أبيه، عن الأعمش به. قال الترمذي: وهو غريب عن حديث سليمان التيمي عن الأعمش. قال: وقد رواه بعضهم عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد. قلت:
هكذا رواه الحافظ أبو بكر البزار في "مسنده"، عن مُحَمْد بن مثنى، عن معاذ بن أسد، عن الفضل بن موسى، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد، ورواه البزار أيضاً: حَدَّثَنا عمرو بن علي الفلاس، حَدَّثَنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أو أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر نحوه.